آثار عراقية قديمة

العراق كنز الحضارات العريقة
تُعتبر جمهورية العراق من البلدان الغنية بتنوع آثارها التي تعكس تاريخها العريق. فقد شهدت أراضيها انطلاق العديد من الحضارات العظيمة مثل البابلية والأشورية والسومرية، حيث ساهم نهرا دجلة والفرات بفعالية في ازدهار هذه الثقافات بفضل التربة الخصبة والمياه الوفيرة. يُصبح العراق بذلك رمزًا طبيعيًا وتاريخيًا في العالم العربي.
مدينة بابل الأثرية
تقع مدينة بابل الأثرية بالقرب من مدينة الحلة، وتأتي كلمة "بابل" في اللغة الأكادية لتعني "باب الإله"، مما يؤكد مكانتها التاريخية. كانت بابل مركزًا تجاريًا ودينيًا بارزًا، وقد وُجدت مدينتان يُطلق عليهما اسم بابل عبر السنوات، تفصل بينهما مئات السنين. كانت الأولى من عواصم الدول الأمورية والكيشية، وقد أسسها الزعيم الأموري سومو آبوم في عام 1880 ق.م. وتعتبر مسلة حمورابي الشهيرة أحد أبرز الآثار المتبقية من تلك الحقبة، موجودة حاليًا في متحف اللوفر بباريس.
من بين المعالم الأخرى التي تميز بابل، نجد "برج بابل" الذي يتكون من سبع طبقات دائرية تعلوه معبد مرتفع، بالإضافة إلى القصور البابلية القديمة، مثل قصر ماري المعروف بجدرانه السميكة وزخارفه الجميلة التي تضم لوحات جدارية للإلهة عشتار والملوك، فضلاً عن تمثال الملك حمورابي الشهير المصنوع من حجر الديوريت. تتميز المدينة أيضًا بنقوش تماثيل آلهتها وأهلها، وكذلك الأختام المسطحة التي تحمل رموزاً دينية وقصصاً شعبية، مما يعكس تاريخها العريق.
أما المدينة الثانية التي ارتبطت باسم بابل، فقد كانت عاصمة الدولة الكلدانية، حيث أبدع الكلدانيون في تشكيل تماثيل رائعة مثل "أسد بابل"، وهو تمثال يُظهر أسداً يفترس شخصًا يدلل على العدو.
زقورة السومر
تتجلى الحضارة السومرية في مدينة الزقورة الأثرية، الواقعة جنوب شرق مدينة الناصرية. وقد اشتهرت بوجود معابد الآلهة المذكورة في الأساطير السومرية، والتي بُنيت خلال حكم الملك أورنمو، أحد أبرز ملوك تلك الحقبة.
مدينة نمرود
تُعتبر مدينة نمرود، المعروفة قديمًا باسم كالح، من أشهر المدن الأشورية، وتقع على بعد 34 كيلومترًا جنوب الموصل. تحتوي المدينة على ثلاث مقابر ملكية غنية بالكنوز، بالإضافة إلى تماثيل الثيران المجنحة، وبقايا قصر الملك آشور ناصربال الثاني.
مدينة إيسن
تميزت مدينة إيسن بتعاقب العديد من السلالات الحكمية، بما في ذلك سلالة إيسن الأولى والسومريين والبابليين. وتحتوي المدينة على ألواح مسمارية تشير إلى اسم لبتعشتار واسم المدينة، وكذلك قطع أثرية تعود إلى عصر الملك نبوخذ نصر الثاني، مما يعكس غنى تاريخها وثقافتها.