أسلوب حدوث المد والجزر في البحار

المد والجزر ظاهرة طبيعية معقدة
تعد ظاهرة المد والجزر واحدة من الظواهر الطبيعية البارزة التي تحدث في البحار والمحيطات. وتعتمد هذه الظاهرة على مجموعة من القوى الفيزيائية، أبرزها قوة الجاذبية الناتجة عن القمر والشمس، بالإضافة إلى دوران الأرض حول محورها. تتسم هذه الظاهرة بالتتابع، حيث يتبع حدوث المد الجزر بشكل مباشر. أثناء حدوث المد، يرتفع منسوب المياه تدريجيًا، بينما يحدث العكس في حالة الجزر، حيث ينخفض منسوب المياه بشكل متزايد.
يمكن أن تحدث ظاهرة المد والجزر مرتين يوميًا في بعض الشواطئ، ويُطلق على ذلك المد نصف اليومي. بينما في بعض المواقع، تحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في اليوم، مما يعرف بالمد اليومي. هناك أيضًا نوع ثالث يعرف بالمد المختلط، حيث يحدث مدان وجزران مختلفان في نفس اليوم. ومن العوامل المؤثرة في المد والجزر هو المد العالي، الذي يمثل السعة القصوى للموجة، والذي يتأثر بموقع الشمس بالنسبة إلى القمر، بالإضافة إلى عمق المسطحات المائية وشكل الخط الساحلي.
التأثيرات الفلكية
تصل ظاهرة المد والجزر إلى أقصى مستوياتها عند اكتمال القمر، أي عندما يكون بدرا في منتصف الشهر. وعلى العكس، تكون في أدنى مستوى لها عند التقويم القمري. يعود السبب في ذلك إلى قوة جذب القمر الشديدة خلال فترة اكتماله. تلعب الشمس أيضًا دورًا بارزًا في تنظيم عملية المد والجزر، حيث تُسهم قوتها الجذبية، بالإضافة إلى تأثير القمر، في تحقيق أقصى ارتفاع للمد عندما تكون الشمس والقمر في استقامة واحدة. وفي حالات أخرى، حيث يكون القمر والشمس متمركزين في وضع قائم بالنسبة للأرض، يتفوق تأثير جاذبية القمر، مما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه المعروف بجزر المحاق. تحدث الظاهرة مرتين كل 12 ساعة نتيجة دوران الأرض أمام القمر، مما ينتج عنه تأثيرات مباشرة على مستوى المياه في المسطحات المائية.
الفوائد الاقتصادية والبيئية
- تُعتبر ظاهرة المد والجزر ذات أهمية كبيرة في تسهيل حركة الملاحة البحرية.
- تساهم في تنقية البحار والمحيطات من الشوائب والرواسب الضارة.
- تساعد في طرد الرواسب من مصبات الأنهار والموانئ، مما يعزز من سلامة هذه البيئة المائية.
- يمكن استغلالها في توليد الطاقة المتجددة، مما يُساهم في تقليل الضغط على المحطات الحرارية التقليدية.
تطبيقات المد والجزر
تستخدم العديد من المنشآت هذه الظاهرة الطبيعية في استغلال الطاقة، سواء من المد الشمسي أو القمري. يحدث المد الشمسي عندما تتفاعل جاذبية الشمس مع المياه، بينما يتولد المد القمري بفعل جاذبية القمر. وبهذه الطريقة، تُعتبر ظاهرة المد والجزر مكونًا أساسيًا في تأمين مصادر الطاقة المستدامة والتوازن البيئي في المحيطات والبحار.