أعمق بحيرة على وجه الأرض

بحيرة بايكال جوهرة سيبيريا

تعتبر بحيرة بايكال من أروع البحيرات في العالم، وتعد أكبر وأقدم بحيرة عذبة على وجه الأرض. تقع هذه البحيرة في وسط آسيا، في الجزء الجنوبي الشرقي من روسيا، بالقرب من الحدود المنغولية، على بُعد حوالي 400 ميل من سيبيريا. ما يميز بحيرة بايكال هو جمالها الفريد وطبيعتها الخلابة، مما يجعلها واحدة من المعجزات الطبيعية في سيبيريا. في هذا السياق، سنقدم لمحة شاملة حول أبرز المعلومات المتعلقة بهذه البحيرة الرائعة.

تاريخ وتكوين البحيرة

تكونت بحيرة بايكال قبل حوالي 25 مليون سنة، وهي معروفة بعمقها الشديد، محاطة بسلاسل جبلية مرتفعة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. يقصدها العديد من الزوار للاستشفاء بمياهها العذبة، بينما يفضل البعض الآخر الاستمتاع بمشاهد طبيعتها الساحرة. تحتوي البحيرة على نحو 27 جزيرة، وتتلقى مياهها من أكثر من 300 جدول ونهر مختلف.

الأبعاد والموارد المائية

يتراوح عمق بحيرة بايكال بين 636 كيلومتراً في الشمال و1637 كيلومتراً في الجنوب. تُعرف البحيرة بلقب “المحيط الخامس في العالم” بفضل احتياطياتها الضخمة من المياه العذبة، والتي تقدر بنحو 23.6 ألف كيلومتر مكعب، مما يعادل حوالي 20% من إجمالي المياه العذبة على مستوى العالم. وتجدر الإشارة إلى أن بحيرة بايكال قد تم تسجيلها كموقع تراث طبيعي عالمي من قبل منظمة اليونيسكو في عام 1996.

الظروف المناخية والبيئية

تتعرض بحيرة بايكال لزلازل عنيفة من حين لآخر، كما أنها تتميز بخصائص جغرافية غير متناظرة، تحيط بها منحدرات متعددة. تتراوح درجات الحرارة فيها شتاءً بين -21 درجة مئوية وصيفاً تصل إلى حوالي 11 درجة مئوية. يتجمد سطح البحيرة في كانون الثاني، ويبدأ الجليد بالذوبان في أيار، حيث تصل درجة حرارة الماء على السطح في آب إلى ما بين 10 و12 درجة مئوية، في حين تصل في المياه الضحلة إلى 20 درجة مئوية. في فترة الحرب الروسية اليابانية، استخدم الجنود صلابة جليد البحيرة لتشييد سكة حديدية لنقل الإمدادات إلى جبهة القتال خلال فصل الشتاء.

التنوع البيولوجي

تتمتع بحيرة بايكال بتنوع بيولوجي غني، حيث يُقدّر عدد الأنواع الحيوانية التي تعيش في أعماقها بين 1500 و1800 نوع، بالإضافة إلى مئات الأنواع النباتية التي تنمو على سطح الماء أو بالقرب منه. توجد بحيرة بايكال حوالي 50 نوعاً من الأسماك المنتمية إلى سبع عائلات مختلفة.

الصناعات المحلية

على ضفاف بحيرة بايكال، تنتشر العديد من الصناعات، مثل صناعة السيليلوز، وتصنيع الورق، وبناء السفن، بالإضافة إلى مصائد الأسماك وقطع الأخشاب. هذه الأنشطة تسهم في الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل للعديد من السكان.

أفضل الأوقات للزيارة

إذا كنت تخطط لزيارة بحيرة بايكال، يُفضل التوجه إليها في فصل الصيف للاستمتاع بمياهها وخصائصها العلاجية. أما إذا كنت ترغب في مشاهدة البحيرة وهي مغطاة بالجليد، فعليك زيارتها خلال فصل الشتاء، مع الاستعداد لتحمل الطقس البارد هناك.