أهمية وفوائد البحر الميت الاقتصادية

البحر الميت بحيرة الحياة الميتة وثراء الأملاح
يُطلق على البحر الميت اسم "بحر"، لكنه في الحقيقة يعد بحيرة ذات مياه شديدة الملوحة، حيث تتجاوز نسبة الملوحة فيها 34%، وهي نسبة تفوق تلك في البحر الأبيض المتوسط بأكثر من ثمانية أضعاف. يعود سبب ملوحته المفرطة إلى كونه المصب النهائي لمياهه، حيث لا يوجد له أي منفذ. في الماضي، كان يُعرف البحر الميت بأسماء متعددة مثل "بحر الملح" و"البحر الشرقي"، أما في زمن عيسى المسيح -عليه السلام- فكان يُطلق عليه "بحر الموت". يُنسب اسمه الحالي "البحر الميت" إلى الإغريق الذين أطلقوه بسبب عدم وجود حياة فيه.
يمتد البحر الميت على مسافة تقدر بنحو 70 كيلومترًا وطول 17 كيلومترًا، إلا أن هذه المساحة انخفضت لأكثر من 30% نتيجة العوامل المناخية التي تؤثر على مستوياته المائية. يقع البحر في منطقة وادي الأردن، إذ يفصل بين المملكة الأردنية من جهة، ومنطقة مادبا والكرك في الشرق، وبين دولة فلسطين الممثلة بالضفة الغربية والخليل من جهة أخرى. يتميز بأنه أكبر نقطة انخفاض على سطح الأرض، حيث يصل ارتفاعه إلى 400 متر تحت مستوى سطح البحر.
الثروات الاقتصادية والتجارية
يُعتبر البحر الميت مصدر ثروة اقتصادية كبيرة لكل من الأردن وفلسطين بسبب احتوائه على العديد من الأملاح المعدنية المهمة مثل البوتاسيوم والبروم والكالسيوم. بدأ الاهتمام بالاستفادة من هذه الموارد في القرن التاسع عشر، حيث تم تأسيس أول مصنع لاستخراج الأملاح المعدنية في العام 1929 بواسطة شركة البوتاس الفلسطينية، والتي توقفت عن العمل بعد النكبة في عام 1948.
وفي فلسطين المحتلة، تم إنتاج أكثر من 1.7 مليون طن من البوتاسيوم، بالإضافة إلى أكثر من 206 ألف طن من البرومين و44 طنًا من الصودا الكاوية، فضلاً عن مجموعة من المعادن الأخرى مثل المغنيسيوم وكلوريد الصوديوم. من جهة أخرى، تنتج شركة البوتاس العربية الأردنية، التي أنشئت في عام 1956، أكثر من مليوني طن من البوتاسيوم والأملاح المعدنية الأخرى، مما يساهم بمدخول يقارب 1.2 مليار دولار سنويًا.
السياحة والترفيه
تم إنشاء منطقة تنموية على الساحل الأردني للبحر الميت، تمتد على 40 كيلومترًا وتقع على بعد 55 كيلومترًا من العاصمة عمان، لتسهيل عمليات تطوير العقارات والاستثمار. وقد أُقيمت العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية والمناطق الترفيهية بالقرب من البحر الميت، حيث يتجاوز عدد الفنادق في فلسطين المحتلة 15 فندقًا، بينما يوجد في الجانب الأردني حوالي 5 فنادق ذات جودة عالية.
من اللافت أن العائدات السياحية لفلسطين المحتلة تزيد عن 291 مليون دولار، بينما تصل إلى حوالي 128 مليون دولار للأردن. تقوم هذه العوائد بدعم الاقتصاد في كلا البلدين، حيث يتجه نحو 10 آلاف سائح سنويًا إلى البحر الميت ليس فقط للاستجمام، ولكن أيضًا لأغراض علاجية تهدف إلى معالجة الأمراض الجلدية.