أهمية وفوائد الشورى

أهمية وفوائد الشورى

أهمية الشورى في المجتمع

تعتبر الشورى عملية أساسية تستند إلى استشارة ذوي العلم والحكمة أو أي شخص يمتلك فهما عميقا لموضوع معين. تاريخ الشورى يعود إلى زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كانت تُتَّخذ القرارات بعد التشاور بين الصحابة في قضايا عديدة، مثل تحديد استراتيجيات المعارك أو اختيار قادة الفرق. إن الشورى تمثل عاملاً حاسماً لضمان نجاح أي مؤسسة، فضلاً عن كونها وسيلة فعّالة للحفاظ على وحدة الأمة وحمايتها من الانهيار.

من الضروري التركيز على أن استشارة الأفراد المعنيين يجب أن تضم أشخاصاً يتمتعون بصفات محددة. من هذه الصفات الذكاء والفطنة والحكمة والنقد البناء. استشارة الأشخاص الذين لا يمتلكون معرفة كافية أو الذين يتسمون بالتهرب من المسؤولية ليست بالخطوة الحكيمة. من الأفضل اختيار المستشارين الذين يتمتعون بفهم عميق للقضايا الاجتماعية والثقافية، إذ أنه ليس من المجدي أخذ المشورة من أشخاص بعيدين عن اهتمامات الشباب، مثل كبار السن الذين قد لا يتماشى تفكيرهم مع مجريات الأمور الحالية. إن فهم الاختلافات بين نظم الديمقراطية والشورى يعد أيضاً من الأمور المهمة.

فوائد الشورى

  • تجنب القرارات الخاطئة من خلال السماح بتبادل الآراء بين أصحاب المعرفة، يمكن مناقشة الأفكار وتقويمها، مما يسهم في اتخاذ قرارات صحيحة تعود بالنفع على المجتمع.
  • تعزيز التعاون والمشاركة أن الشورى تعزز من روح التعاون بين القادة وأصحاب الخبرة، وكما أنها تقلل من احتمالية الغرور والافتتان بالنفس.
  • تجنب الأزمات الشورى تساعد في تقديم الحلول المناسبة، مما يساهم في الحفاظ على رضا الأغلبية من الناس.

مرتكزات الشورى في الإسلام

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالتشاور في الأمور كما قال "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". لم يترك النبي نصاً مكتوباً أو يُعَيِّن خلفاء لقيادة المسلمين، بل ترك الأمر للشورى بينهم. وفي هذا الصدد، ذكر علي بن أبي طالب حين سُئل عن مسألة الاستخلاف، فقال "ما استخلف رسول الله فأستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خير، فسيجمعهم بعدي على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم".

الفرق بين الشورى والديمقراطية

تظهر الفروق الأساسية بين الشورى والديمقراطية بشكل واضح. فالديمقراطية تشير إلى حكم الشعب لنفسه، أي أن الشعب هو الذي يضع القوانين واللوائح التي تنظم حياته من خلال انتخابات لممثليه. في المقابل، تعتمد الشورى على الحكم الرباني، حيث تُوحي القوانين والأحكام من الله إلى رسوله، ويُطلب من العلماء الاجتهاد في فهم النصوص بدقة.

تُعد الديمقراطية نظاماً يعتمد على قوة حزب معين يسعى لتحقيق مصالحه، بينما الشورى تؤكد على أن الهيمنة تكون لله وحده، حيث تُتبع أحكامه وتشريعاته المنصوص عليها في القرآن الكريم.