أين تقع شلالات إيغواسو

تُعد الشلالات من أبرز وأجمل الظواهر الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى، حيث تتميز بجمالها الخلاب وقدرتها على جذب الأنظار. علميًا، يمكن تعريف الشلال بأنه تدفق مياه الأنهار من مناطق مرتفعة نحو مناطق منخفضة، مُتجاوزةً الصخور الصلبة أو الرخوة. ومن بين الشلالات الأكثر شهرة على مستوى العالم، تبرز شلالات نياغارا كالأعلى والأكبر، وتقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بالإضافة إلى شلالات آنجل في فنزويلا، وشلالات إيغواسو التي تُعَدّ من أكثر الشلالات جمالًا وإبهارًا، حيث خُلقَت بطبيعتها لتكون عجيبة سحرية. في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل شلالات إيغواسو وموقعها الجغرافي.

تُعرف شلالات إيغواسو بلقب “حنجرة الشيطان”، ويمتد شكلها نصف الدائري على طول يبلغ حوالي 2700 متر. تتكون هذه الشلالات من مجموع 275 شلالًا، حيث يُعتبر “منحدر عنق الشيطان” الأطول بينها، إذ يصل ارتفاعه إلى نحو 80 مترًا. تتيح هذه الشلالات للزوار مشاهدة مشهد مذهل لألوان المياه المنسابة، ما يجعلها إحدى الظواهر التي لا بد من رؤيتها.

تعود تسمية “إيغواسو” إلى المكتشف الإسباني “ألفار دي فاكا”، الذي أطلق عليها في عام 1541 اسم “شلالات السيدة العذراء”. لكن سكان المنطقة الأصليين أطلقوا عليها اسم “إيغواسو”، والذي يُترجم في لغتهم إلى “المياه العظيمة”، وهو تعبير يتناسب تمامًا مع عظمة هذه الشلالات.

تقع شلالات إيغواسو في قارة أمريكا الجنوبية، بين البرازيل والأرجنتين، وتحديدًا في ولاية بارانا البرازيلية وولاية ميسيونيس الأرجنتينية. تحيط بهذه الشلالات حديقتان شبه استوائيتين تحتويان على غابات مطرية غنية، حيث تأوي هذه المحميات الوطنية مئات الأنواع من النباتات والحيوانات النادرة. يصب نهر “إيغواسو” فوق جرف ضخم بشكل هلال، حيث يُحدث ذلك زبدًا ورغوة ناتجة عن قوة التدفق المائي. تُضفي هذه الجاذبية الطبيعية ساحرًا خاصًا على المنطقة، حيث يلاحظ الزائر أن مياه النهر تتساقط من هضبة بارانا، مشكلة سحبًا رذاذية خلابة.

في الأجواء المذهلة لشلالات إيغواسو، يمكن رؤية قوس قزح بألوانه المتعددة، حيث تعكس حركة المياه أشكالًا دوامية. ويُمكن لسكان المنطقة سماع صوت المياه المجروحة من مسافة تصل إلى 24 كيلومترًا بعيدًا عن الشلالات. كما تتسم هذه الشلالات بعدد من الجزر الصغيرة والمنكشفات الصخرية، مفتوحة على الطبيعة البكر.

يُغذّي النهر الذي يشكل شلالات إيغواسو ثلاثون نهرًا رافدًا، وسط سبعين نقطة سقوط مائي، بينما يمتد طوله لأكثر من 1320 كيلومترًا، ويبلغ عرض الشلالات حوالي 4 كيلومترات. تُعَدُّ النقطة الأعلى في الشلالات هي “يونيون”، وتُعتبر الشلالات أيضًا أعرض بأربع مرات مقارنة بشلالات نياغارا الأمريكية.

تُشاهد في سماء هذه الشلالات الآلاف من طيور “السمامة”، التي تهبط بسرعة مذهلة إلى سطح الماء لتصطاد الحشرات. كما يتمتع الزائر برؤية الغابات المطيرة المليئة بالسراخس، وأشجار السرو، والخيزران، والنخيل. تعتبر “قرود الكبوشي” واحدة من أهم الحيوانات التي تعيش في هذه البيئة الغنية.