أين كان ظهور طابع البريد لأول مرة

يُعتبر الطابع البريدي بمثابة وثيقة صغيرة من الورق تحمل رمزاً من الدولة المُصدرة، إلى جانب صورة ترمز إلى جانب سياسي أو تاريخي أو ثقافي مميز لهذا البلد. تتولى الحكومات بيع هذه الطوابع كوسيلة لتغطية جزء من موازنتها السنوية. ويقوم موظفو البريد بإلصاق الطوابع على الأظرف الخارجية للرسائل أو الطرود المُراد إرسالها، مما يشير إلى دفع رسوم البريد. كما تُلصق الطوابع على وثائق استلام البريد للتحقق من خروجها من المكتب بشكل صحيح وأصلي. ويميل العديد من الأشخاص إلى جمع الطوابع، وخصوصاً القديمة والنادرة، التي قد تباع بأسعار مرتفعة أحيانًا.
تعود فكرة ابتكار الطابع البريدي إلى المملكة المتحدة في عام 1837، حيث اقترح السير رونالد هيل، المدير العام للبريد البريطاني آنذاك، فكرة إنشاء الطابع في كتيبه حول “إصلاحيات البريد”. كان الهدف من ذلك هو تحسين خدمات البريد من خلال تخفيض الأسعار المفروضة على المواطنين، وإلزام جميع الأفراد بشراء الطوابع البريدية التي تُلصق على الرسائل المرسلة. تم طرح الفكرة أمام البرلمان البريطاني، حيث انقسم الأعضاء بين مؤيد ومعارض، وفي نهاية المطاف، قرّر الجميع تبني هذا النظام الجديد في مكاتب البريد.
صدرت أول طابع بريدي في السادس من مايو عام 1840، حيث تم اختيار صورة الملكة فكتوريا كرمز بريدي لبريطانيا من قبل السير رونالد هيل. تم إصدار طابعين يحملان صورة الملكة، الأول بالأبيض والأسود والثاني بالأبيض والأزرق. تبعت الولايات المتحدة ذلك بتبني فكرة الطابع البريدي في عام 1842، لتكون بذلك ثاني دولة في العالم تطبق هذا النظام، حيث تم إصدار أول طابع يحمل صورة الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج واشنطن. وفي عام 1843، أصدرت كل من سويسرا والبرازيل طوابع بريدية خاصة بهما، بينما قامت فرنسا بتغيير نظامها البريدي التقليدي إلى نظام الطوابع البريدية في عام 1849، وتبعها ألمانيا في نفس العام، فيما بدأت جمهورية مصر العربية استخدام الطوابع البريدية في عام 1866.
تتنوع أشكال الطوابع البريدية بين المستدير والمربع والمستطيل، لكن الطابع المستطيل يظل الأكثر شيوعًا؛ لسهولة إلصاقه على الأظرف المستطيلة. ورغم الفروقات في حجم الطوابع البريدية في مختلف أنحاء العالم، إلا أن جميعها تتشابه في إطارها المدبب.