أين يقع باب المندب

أين يقع باب المندب

مقدمة

يُعتبر باب المندب واحدًا من أبرز المضائق البحرية في العالم، حيث يُعرف كمسار مائي حيوي يتيح للسفن التجارية وناقلات النفط المرور بسهولة بعد افتتاح قناة السويس، مما أسهم في تقليل تكاليف الشحن ووقت السفر التي كانت تتطلبها الرحلات القديمة عبر رأس الرجاء الصالح.

الموقع الجغرافي

يفصل هذا الممر المائي بين قارة آسيا وقارة إفريقيا، حيث يربط بين البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن. يمتد المضيق على مسافة تبلغ حوالي ثلاثين كيلومترًا، بدءًا من رأس منهالي على الساحل الآسيوي وصولًا إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. بالقرب من الساحل الإفريقي، توجد مجموعة من الجزر الصغيرة المعروفة بالأشقاء السبعة.

التقسيمات المائية

تشكل جزيرة بريم (ميون) اليمنية نقطة فصل للمضيق إلى قناتين القناة الشرقية المعروفة بباب إسكندر، والتي يصل عرضها إلى ثلاثة كيلومترات وعمقها ثلاثون متراً. أما القناة الغربية، المسماة بدقة المايون، فتبلغ عرضها خمسة وعشرين كيلومتراً وعمقها ثلاثمئة وعشرة مترات.

نشأة المضيق

تشكل مضيق باب المندب نتيجة للظواهر التكتونية التي أدت إلى تباعد القارتين الأفريقية والآسيوية، وهي الظاهرة المعروفة بالحركة البنائية الناتجة عن الصدع السوري الإفريقي. تم تشكيل البحر الأحمر خلال عصر الميوسين والبليوسين، أي في نهاية الحقبة الجيولوجية الثالثة.

الأهمية الاستراتيجية

يُعرف المضيق بأهميته الاستراتيجية البالغة، حيث يُعد قناة رئيسية تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وأيضًا مع المحيط الهندي. على سبيل المثال، في عام 2006، مرت سفن محملة بثلاثة ملايين وثلاثمئة برميل من النفط عبر المضيق، مما يعكس أن نسبة من الحمولات النفطية المنقولة عبره كانت حوالي 7.5% من إجمالي الحمولات النفطية العالمية، رغم تفوق مضيق هرمز بنسبة تقارب الأربعين بالمئة.

التطورات التاريخية

لم يكن لمضيق باب المندب دور كبير في التجارة البحرية قبل أن يُفتَح قناة السويس عام 1869، حيث ربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط. وهذا أًغنى المضيق بأهمية كبيرة كمعبر رئيسي للسفن التجارية وناقلات النفط، مما سهل حركة الملاحة في اتجاهين متعاكسين وبحجم شحنات هائل.

مشروع الجسر البحري

في سياق التطورات المستقبلية، تم وضع خطة لإنشاء جسر بحري يربط بين اليمن وجيبوتي، مع تصميم مدينة على هذا الجسر تحمل اسم "مدينة النور". إذا تحقق هذا المشروع، سيتحقق إنجاز عالمي بإنشاء أطول الجسور المعلقة في العالم، مما سيعزز من أهمية واستفادة المنطقة بشكل ملحوظ.