أين يقع شط العرب

نهر شط العرب تاريخ وجغرافيا
يعتبر شط العرب نهرًا بارزًا يتشكل من التقاء نهرين رئيسيين في المنطقة العربية، هما دجلة والفرات. يلتقي هذان النهران في منطقة الكرمة، التي تقع في شمال مدينة البصرة العراقية. يمتد طول نهر شط العرب نحو 190 كيلومترًا، حيث يصب في مياه الخليج العربي بالقرب من مدينة الفاو، التي تعد النقطة الجنوبية القصوى في العراق. كما يبلغ عرض شط العرب في بعض المناطق حوالي كيلومترين.
قبل اندلاع الحرب، كانت ضفاف شط العرب مغطاة بأشجار النخيل، إلا أنه ما لبثت أن تعرضت للقطع والإهمال في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، تظل بلدة التنومة، الواقعة على ضفاف النهر، غنية بالنباتات. وقد كانت منطقة شط العرب جزءًا من العراق حتى عام 1975، عندما أدى اتفاق الجزائر إلى تنازل العراق عن جانب النهر الشرقي لصالح إيران، مما أسس لشراكة ملاحة مشتركة بين الدولتين.
تتواجد العديد من المدن على ضفاف شط العرب، موزعة بين الجانب العراقي والإيراني. من أبرز المدن العراقية المطلة على النهر الدير، القرنة، البصرة، الفاو، وأبو الخصيب. أما المدن الإيرانية فتشمل عبادان والمحمرة.
يصف بعض الجيولوجيين المنطقة المحيطة بشط العرب بأنها لم تكتمل تكوينها الجيولوجي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الترسبات الناتجة عن نهر كارون والأودية القادمة من الغرب أدت إلى تكوين سد في الخليج العربي، مما أعاق تدفق مياه الرافدين إلى هناك. ومع تزايد الضغوط، بدأت مياه النهر تتجه نحو المنخفضات المجاورة وتدفق تدريجيًا نحو الخليج العربي، مما أدى إلى تشكيل شط العرب. في السنوات الأخيرة، شهد الجانب الإيراني من النهر توسعًا بسبب الأنشطة التوسعية التي قامت بها إيران في المنطقة، بينما عانى الجانب العراقي من آثار الحروب والنكبات.
يُعتبر شط العرب أحد أعمق الأنهار وأفضلها لنقل السفن إلى الداخل العراقي، حيث تتفرع منه عدة روافد تنساب عبر الأحياء والمدن المحيطة. وقد استغل المسؤولون هذه الخصائص الطبيعية لتعزيز تطوير العديد من المناطق الجميلة واستثمارها بشكل مثمر.