أين يقع مضيق ماجلان

تعريف المضائق وأهميتها
المضائق، أو مضايق، هي مجاري مائية تخلق مسارات تربط بين بحرين أو محيطين، وتعمل على فصل مناطق متعددة من اليابسة. يتنوع عرض المضائق من عدة مئات من الأمتار، كما هو الحال في مضيق البوسفور في تركيا، إلى عدة عشرات من الكيلومترات، كما هو في مضيق دوفر الذي يفصل بين فرنسا وبريطانيا. ومن المهم الإشارة إلى أن عرض المضيق قد يتغير مع طوله، وليس من الضروري أن يكون بعرض ثابت.
أنواع المضائق
تتضمن المضائق نوعين رئيسيين الطبيعية والتي تشكلت عبر آلاف السنين، مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب، وأخرى اصطناعية تُعرف بالقنوات، مثل قناة السويس وقناة بنما، التي أنشأها الإنسان لتلبية احتياجاته. وتخضع المضائق لنفس القوانين التي تحكم المياه الإقليمية، بحيث تُحدد حقوق الملكية بين الدول التي تتشارك الحدود فيها وتحتوي على مياه إقليمية.
الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمضائق
تكتسب المضائق أهميتها من عدة جوانب، أهمها
الجانب الاستراتيجي تُعتبر المضائق نقاط وصل حيوية بين الدول، مما يسهل حركة النقل والتجارة، لذا تُعد شرايين الحياة الاقتصادية للعديد من الدول. على سبيل المثال، مضيق تيران الذي يُعزز من إمكانيات المملكة الأردنية الهاشمية. في النزاعات العسكرية، غالبًا ما تؤول السيطرة على المعارك إلى الطرف الذي يُسيطر على هذه الممرات، حيث يمكنه بذلك قطع إمدادات الخصم، مما يؤدي إلى تكبدهم خسائر اقتصادية كبيرة.
- الجانب الاقتصادي والتجاري تعتبر المضائق مراكز عبور مهمة للأساطيل البحرية، إذ تتيح للسفن الوصول إلى وجهاتها بسرعة وكفاءة، مما يقلل الحاجة للإبحار لمسافات طويلة ويُخفض التكاليف ووقت النقل.
مضيق ماجلان
يعود اسم مضيق ماجلان إلى البحار البرتغالي فرديناند ماجلان، الذي اكتشفه خلال رحلته في عام 1520. يقع المضيق في الجزء الجنوبي من قارة أمريكا الجنوبية ضمن دولة تشيلي، حيث يفصل بين أرض النار tiera del fuego في الجنوب وبقية القارة. يعمل كممر حيوي يربط بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي. ترتبط مياهه من الشمال الغربي بقناة سميث، ومن الجنوب بقناة مجدلينا، بينما ينفتح من الشرق على خليج واسع يفصل بين الأرجنتين وتشيلي التي تسيطر على الجزء الأكبر من الحدود.
الخصائص الفيزيائية
يمتد مضيق ماجلان بطول 563 كم، يتراوح عرضه بين 3 إلى 32 كم، ويتفاوت عمق مياهه من 1 كم في مناطق أعمق إلى 20 مترًا في مناطق أخرى أقل عمقًا. يُعتبر المضيق طبيعيًا، لكنه يحمل طابعًا وعرًا للغاية نظرًا لمناظره المناخية القاسية، كالرياح القوية، وارتفاع الأمواج، وكميات المطر الغزيرة التي تتساقط على مدار السنة. منذ عام 1843، تحتفظ دولة تشيلي بالسيطرة الكاملة على هذا المضيق، الذي كان في السابق هو الخيار الأول والأسهل للتجارة والنقل البحري بين المحيطين الهادي والأطلسي، رغم أن أهميته تراجعت بعد افتتاح قناة بنما في عام 1914.