استكشاف بحيرة طبريا

استكشاف بحيرة طبريا

أهمية بحيرة طبريا التاريخية والجغرافية

تُعتبر بحيرة طبريا واحدة من أبرز المعالم المائية في منطقة بلاد الشام، حيث لها ارتباط وثيق بمراحل تاريخية متعاقبة على هذه الأرض الغنية بالتراث. تقع بحيرة طبريا في المناطق الجبلية للجولان والجليل، فالجولان يُعتبر اليوم جزءاً من الأراضي السورية، بينما يشمل الجليل شمال دولة فلسطين. للأسف، فقدت هذه البحيرة الجميلة، وكذلك منطقتا الجليل والجولان، جزءًا كبيرًا من هويتها بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

الخصائص الجغرافية للبحيرة

تمتد سواحل بحيرة طبريا لحوالي ثلاثة وخمسين كيلومترًا، بطول يبلغ اثني عشر كيلومترًا، بينما يصل عرضها إلى ثلاثة عشر كيلومترًا. تقدر مساحتها بحوالي مئة وستة وستين كيلومترًا مربعًا. أما النقطة الأعمق في البحيرة، فتصل إلى ستة وأربعين مترًا. تتواجد بحيرة طبريا في منخفض يخرج من قمة جبل الشيخ الثلجية، حيث تتجمع مجموعة من الينابيع لتتدفق إلى ما يُعرف بنهر الأردن. تُعتبر هذه المنطقة جزءًا من الشق السوري الإفريقي.

الأصول التاريخية للاسم

اسم بحيرة طبريا يأتي نسبةً إلى مدينة طبريا، التي تُعد أكبر المدن الواقعة على سواحل البحيرة. يُشير الاسم إلى التراث الآرامي والعبراني في التاريخ اليهودي، وقد أُطلق على المدينة عند تأسيسها في العام العشرين بعد ميلاد المسيح تكريمًا للإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر الأول. تُعرف البحيرة أيضًا باسم كينيرت في العبرية الحديثة، بينما تُسمى في بعض نسخ العهد الجديد “بحيرة الجليل”، وهو اسم شائع بين الناس اليوم.

الموقع وأبعاد الملوحة

تقع بحيرة طبريا تحت مستوى سطح البحر بحوالي مئتين وثلاثة عشر مترًا، مما يجعلها أدنى بحيرة في العالم، وثاني أدنى مسطح مائي بعد البحر الميت الذي يقع إلى الجنوب منها، على الحدود الفاصلة بين دولة فلسطين والأردن.

التحديات السياسية المحيطة بالبحيرة

عانت بحيرة طبريا من الهيمنة الإسرائيلية مما حال دون استفادة كل من سوريا وفلسطين من هذه المنطقة. تزايدت هذه الصعوبات بعد حرب عام 1967، عندما تمكنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على هضبة الجولان المشرفة على البحيرة. على الرغم من المحاولات التي جرت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثانية للتفاوض بين الجانبين السوري والإسرائيلي حول الأراضي المغتصبة، فإن هذه المفاوضات لم تُسفر عن أي نتائج ملموسة.