استكشف كيف يؤثر الدماغ على أحلامنا

استكشف كيف يؤثر الدماغ على أحلامنا

أهمية الأحلام ودورها في التعبير عن العقل الباطن

تعد الأحلام إحدى الوسائل التعبيرية التي يستخدمها الدماغ لاستعراض قدراته الإبداعية وخياله الواسع. بينما يعتقد بعض الناس أن الأحلام تأتي نتيجة لمشاعر الكبت أو الشعور بالذنب، فإن العديد من الأحلام تُعتبر بمثابة مجال للعب والمرح، حيث يمكن للعقل أن يصنع أحداثاً وقصصاً مذهلة تتميز بتركيبات غريبة وأحياناً جنونية، بعضها يحمل معانٍ عميقة، في حين أن البعض الآخر يبدو بلا مغزى. في جميع الأحوال، يمكن أن تكون الأحلام مبهجة، مريبة، أو حتى تنذر بوقائع قادمة.

حتى اليوم، لم يكتشف العلماء فهمًا كاملاً لعالم الأحلام. ومع ذلك، أدركوا أن الأحلام تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. تجارب النوم التي تفتقر إلى الأحلام نادرة، وعادةً ما نتذكر فقط الأحلام التي تحدث قبل الاستيقاظ. من الملاحظ أن النوم القصير يمكن أن يكون مفيداً، شرط أن يحتوي على أحلام، بينما يمكن أن يكون النوم العميق خالياً من الأحلام ولكنه ليس بنفس المستوى في الفائدة.

مع تقدم العلم، استطاع الباحثون تحديد الأوقات التي يحلم فيها الإنسان، وكذلك استخدام التقنيات الكهربائية للتدخل لمنع الأحلام، دون حرمان الشخص من النوم. إن حرمان الشخص من الأحلام يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات مزاجية، تتراوح بين العصبية والانفعال إلى الهوس. لذا، فإن الأحلام تظل ضرورية للراحة الجسدية والنفسية. كلما كان لديك أحلام يقظة واستطعت بدء عملية فك رموزها، كلما حققت راحة نفسية وجسدية أكبر.

يُعرف حلم اليقظة بالأماني، حيث يمثل تخيلات تتشكل نتيجة تفاعل بين واقع غير مُرضٍ ومثالية يصعب تحقيقها بسبب الخوف أو العجز. رغم ذلك، لا يعد تصور الأمور غير الواقعية ضارًا، بشرط أن لا يغتر الشخص بها.

في سياق "التخيل"، قدم بعض علماء النفس تفسيرات عن هذا النشاط النفسي، مشيرين إلى أن معظم عناصر التخيل تتجمع تحت عتبة اللاشعور. وفقًا لهوفدينغ، فإن الصور تتشكل في العقل الباطن قبل أن تغدو شعورية، وبالتالي تعتبر نتيجة شعورية لعمليات لا شعورية. فَاجتياز مراحل التأمل الفكري يعزز هذه العملية الإبداعية.

في الإبداع، غالبًا ما تتحقق اللحظات الملهمة بعد مجهود فكري وتركيز. كما أوضح هنري بوانكاره أن العمل غير الشعوري لا يمكن أن يكون فعالاً ما لم يسبقه جهد شعوري. وهكذا، يسهم العقل الباطن في تشكيل القضايا التي تبدأ بها الشخصية الشعورية، حيث إنه لا يستخرج شيئًا لم يكن الشخص يسعى إلى كشفه.

يؤكد تاريخ الفنون والآداب على ضرورة التأمل والإبداع، إذ أبدع شخصيات مثل موزار، الذي ألف موسيقاه الساحرة في لحظة من الجدية، وغوته، الذي أشار إلى أنه كتب "آلام فرتر" وكأنه كان في حالة من الغيبوبة.

في النهاية، نستنتج أن الصور والمعاني تتجلى لدى الشعراء والفنانين، وكأن كل واحد منهما آلة تُترجم الإلهام. وبالتالي، يتضح أن التحفيز والتجربة الفكرية المسبقة، تظل ضرورية لعملية الإبداع.

المراجع

  1. د. إبراهيم فريد الدر – مرجع سابق، ص 315-316.
  2. جميل صليبا – علم النفس، الطبعة الثالثة، دار الكتاب اللبناني، 1972م، ص 448.