الاختلافات بين البرص والبهاق

الاختلافات بين البرص والبهاق

الفروق بين البرص والبهاق تحليل شامل

تتطلب الأمراض الجلدية عناية دقيقة لتشخيصها بالشكل الصحيح، مما يسهم في تحديد الطرق المناسبة للعلاج والأدوية اللازمة. يعد البرص والبهاق من الأمراض الجلدية الشائعة، وغالبًا ما يختلط الأمر على الكثيرين في التمييز بينهما. في هذا المقال، سنستعرض التعريفات والعلامات المميزة لكل منهما، مما يساعد على فهم أوضح للموضوع.

يُعتبر البرص من الأمراض الجلدية التي تظهر على الطبقة الخارجية من الجلد، حيث يتجلى في شكل بقع بيضاء تماثل لون الحليب. يحدث هذا نتيجة لغياب الصبغة في المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى اختفاء لون الجلد الأصلي. تأتي هذه البقع غالبًا في أشكال دائرية أو بيضاوية أو متعرجة، ويظل الجلد المصاب سليمًا دون مشاكل أخرى. من الجوانب المهمة في البرص هو أنه مرض غير معدٍ، حيث لا يُمكن انتقاله من شخص إلى آخر عبر التلامس.

ليس هناك أسباب واضحة تفسر الإصابة بالبرص، ولكن يُعتقد أن ذلك يعود إلى خلل في الجهاز المناعي، الذي يُهاجم خلايا الصبغة في الجسم وكأنها أجسام غريبة. يوجد عدة نظريات تفسر حدوث البرص، منها النظرية العصبية التي تدعي أن الأعصاب تطلق مواد كيميائية تؤثر سلبًا في خلايا الصبغة، والنظرية التي تفترض خللًا ذاتيًا للخلايا، والتي تُشير إلى أن الخلايا الصبغية تضر نفسها بنفسها. هناك أيضًا نظرية تجمع بين الطريقتين.

قد تلعب الوراثة دورًا في احتمالية الإصابة بالبرص، حيث تشير التقديرات إلى أن الوراثة قد تسهم بنسبة تصل إلى 30% في فرص الإصابة. يتنوع انتشار البرص في الجسم؛ فقد يشمل مناطق كبيرة مما يُظهر بقعًا صغيرة بلون الجلد الطبيعي، وهو ما يُعرف بالنوع المنتشر. في المقابل، إذا كانت الإصابة مقتصرة على مناطق محددة، كما هو الحال في المناطق القريبة من الأعصاب أو الأغشية المخاطية، فإننا نتحدث عن الشكل المحدود للمرض. عادةً ما يتم علاج البرص في مدة شهر، حيث من المحتمل أن يُشفى المريض تمامًا.

أما البهاق، فهو مرض جلدي آخر يُسبب ظهور بقع بيضاء خالية من الصبغات، وغالبًا ما تُحيط هذه البقع بإطار بني داكن. تبدأ هذه البقع كنقاط صغيرة قد تُشبه حجم رأس القلم، ثم تتوسع تدريجيًا لتصل إلى حجم حصاة صغيرة. يمكن أن يظهر البهاق في أي منطقة من الجسم، بما في ذلك الأماكن التي تعرضت للإصابة بالحروق أو الجروح، كما أنه يؤثر أيضًا على الشعر، مما يتسبب في فقدانه لونه وتحوله إلى اللون الأبيض، وهو اختلاف رئيسي عن البرص الذي لا يُؤثر على الشعر.

ينقسم البهاق إلى عدة أنواع النوع المنتشر الذي يؤثر على الجسم بشكل عام، والنوع الثابت الذي يصيب أماكن مختلفة ولكنه يتوقف عن الانتشار بعدها، بالإضافة إلى البهاق المتراجع الذي ينتشر ثم يتراجع ليعيد الجلد إلى لونه الطبيعي. يتم علاج البهاق عادةً في غضون ثلاثة أيام، مما يجعله مختلفًا عن البرص في مدة العلاج.

باختصار، بالرغم من أن البرص والبهاق يتصفان بظهور بقع بيضاء على الجلد، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما من حيث الأسباب، الأعراض، وأنماط الانتشار، مما يستدعي فهمًا جيدًا لكلا الحالتين لتقديم الرعاية المناسبة.