التمييز بين الحق والباطل

التمييز بين الحق والباطل إرشادات وتوجيهات
يواجه الكثير من الناس صعوبة في التمييز بين الحق والباطل في مختلف مجالات الحياة. يمكن أن يُعزى هذا الالتباس إلى نقص المعايير الموثوقة التي تُستخدم للحكم على الأفكار والأحداث، فضلاً عن ضعف القدرة الفكرية لدى بعض الأفراد التي تمنعهم من الوصول إلى الحقائق وفهم الفرق بين الصواب والخطأ.
من رحمة الله وعدله، أنه لم يترك البشرية في حيرة، بل أرسل الأنبياء والمرسلين كمرشدين لهم. هؤلاء الأنبياء كان لهم دور رئيسي في نشر رسالة الله وتوجيه المجتمعات إلى الطريق الصحيح، مع تحذيرهم من مغبة الانحراف عن الحق وتبيين عواقب ذلك.
إن للحق والباطل دلالات وعلامات مميزة، مما يمكّن الإنسان من التمييز بينهما بناءً على عدة مبادئ، منها
- كل ما يصدر عن الله سبحانه وتعالى هو حق خالص؛ فهو يعد أحد أسمائه وصفاته. الأنبياء الذين أرسلهم الله لا يتحدثون إلا بالحق، حيث يستقون توجيهاتهم من وحي لا يأتيه الباطل من أي جهة. وفي المقابل، فإن الأعمال والأقوال البشرية تتطلب تمحيصاً دقيقاً، فقد تكون صحيحة أو خاطئة لمجرد أن الإنسان مخلوق معرض للخطأ.
- الحق يضيء العقول ويشغل العواطف، كما يُقال إن “الحق أبلج”؛ إذ لا يترك مجالًا للشك أو التأويل. لذا، فإن دعوة الأنبياء تتسم بالوضوح وتجذب الأذكياء أصحاب البصائر. بينما الباطل، على العكس، يبدو ضعيفًا وغير قادر على الوصول إلى القلوب والعقول، حيث يؤثر فقط على العواطف والمشاعر السطحية.
- يرتبط الحق بكل الفضائل والخصال الحميدة، في حين يتصل الباطل بكل ما هو مُدَان ومُعَيب. وبالتالي، يمكن للنفس البشرية أن تميز بين الحق والباطل استناداً إلى ما يرتبط بهما من الأفعال والأقوال. فالباطل غالباً ما يرتبط بأفعال مثل الكذب والنميمة والكبر، بينما يرتبط الحق بممارسات لطيفة كالتواضع والكرم والعفو.
- تفضل النفوس الحق وتقبله بشكل طبيعي، بينما تتجنب الباطل وتخشى عواقبه. لذلك، نجد أن من يتمسك بالحق يفخر به ويعبر عنه بوضوح. في المقابل، يشعر أصحاب الباطل بالخجل ويخفون أفعالهم من أعين الناس.
بتوضيح هذه النقاط، يصبح بمقدور الأفراد اتخاذ خطوات أكثر وعيًا نحو فهم ما هو حق وما هو باطل في حياتهم اليومية.