الشفع والوتر وقيام الليل أهمية وفضل تلك العبادات

فضل صلاة الشفع والوتر في الإسلام
تعد صلاة الشفع والوتر من السنن المهمة التي تقرب المسلم من ربه، حيث يتفق الفقهاء على أن عدد ركعات صلاة الشفع يجب أن يكون زوجياً، بينما يكون عدد ركعات الوتر فردياً. يمكن اعتبار هاتين الصلاتين جزءاً من صلاة الليل، التي تتميز بمكانتها العالية، حيث تعتبر صلاة الوتر سنة مؤكدة. فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يتركها سواء في السفر أو الحضر، مما يعكس قيمتها العظيمة في الإسلام. ولعل القيام بالليل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بركعات الشفع والوتر، حيث يخصص المسلم وقتاً في جوف الليل للدعاء والتقرب إلى الله تعالى، ساعياً بذلك لنيل المغفرة والرحمة.
توقيت وتفاصيل صلاة الوتر
كان النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- يؤكد على أهمية صلاة الوتر بعد صلاة العشاء، كما يتضح من قول أبي بصرة -رضي الله عنه- "إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر". وقد فضل النبي أن يؤدي الوتر في الفترة الأخيرة من الليل، الأقرب إلى الفجر، حيث قال جابر -رضي الله عنه- "من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" (رواه مسلم).
كيفية أداء صلاة الشفع والوتر
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة، يسلم بعد كل ركعتين، وينهيها بركعة الوتر. وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- هذا الأمر. بيد أن المسلم يمكنه أن يصلي ركعة واحدة فقط، ولا حرج في ذلك، لكن من يبتغى الأجر العظيم يُستحب له أن يؤدي إحدى عشرة ركعة. وفيما يخص كيفية أداء الصلاة، يمكن للمصلي أن يؤدي الركعات متصلة دون الجلوس للتشهد بعد الركعة الثانية، أو يمكنه الجلوس للتشهد ثم القيام للركعة الثالثة.
وبالنسبة لتلاوة السور في كل ركعة، فإن المصلي يقرأ في الركعة الأولى "سبح باسم ربك الأعلى"، وفي الثانية "قل يا أيها الكافرون"، ويختتم بالركعة الثالثة بقراءة "قل هو الله أحد"، كما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضوان الله عليها- في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.