الملك توت عنخ آمون

مقدمة عن توت عنخ آمون
توت عنخ آمون، الذي وُلد عام 1341 قبل الميلاد، يعتبر أحد أبرز الفراعنة في السلالة الثامنة عشرة ضمن تاريخ مصر المعروف بعصر الدولة الحديثة. يتميز حكمه بشهرة واسعة نابعة من اهتمامه بجمع الكنوز، بالإضافة إلى بناء مقبرته بطريقة مبتكرة وغير تقليدية في زمنه. وبفضل استلهام مصممي ألعاب الفيديو وصانعي الأفلام لفكرة لعنة القبر، زادت أسطورته شهرة في العصر الحديث.
فترة حكمه والعوامل السياسية
تولى توت عنخ آمون حكم مصر وهو في التاسعة من عمره، في وقت شهدت فيه البلاد ثورة العمارنة التي كانت تعارض حكم الفرعون أخناتون بسبب نقله العاصمة من طيبة إلى "أخت أتون". وفي عام 1331 قبل الميلاد، استجاب توت لطلب الوزير آي وألغى قرار حظر العبادة الذي فرض تحت اسم آتون. ورغم أن فترة حكمه كانت قصيرة، إذ توفي عن عمر يناهز الثمانية عشر عامًا، إلا أن تأثيره السياسي كان كبيرًا.
الغموض المحيط بوفاته
تعد وفاة توت عنخ آمون موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث لا توجد أدلة قاطعة تفسر أسباب موته. يقسم المؤرخون إلى فريقين، حيث يرى أحدهما أن الوزير آي كان وراء تلك الوفاة، مؤكدين أنه كان له مصلحة في الزواج من أرملة توت وأنه عمل على منع زواجها من ابن ملك الحيثيين بعد وفاة ابن توت. في المقابل، يعتقد الفريق الآخر أن وفاته كانت نتيجة إصابته بمرض الملاريا.
الكنوز الملكية
يعتبر التراث الثقافي لتوت عنخ آمون من الكنوز الملكية النادرة، حيث تتألف مجموعة كنوزه من 358 قطعة، من أبرزها القناع الذهبي وتوابيت تحمل شكل الإنسان. تضم هذه المجموعة أيضًا دمى ومعدات حربية، بالإضافة إلى تماثيل وبوقين، أحدهما من الفضة والآخر من النحاس. وقد تم نقل هذه الكنوز بعد اكتشافها إلى المتحف المصري في القاهرة.
اكتشاف المقبرة
تم العثور على كنوز توت عنخ آمون داخل مقبرته التي تقع في وادي الملوك، في الجانب الغربي من نهر النيل. يعود الفضل في الاكتشاف الأولي لهذه المقبرة إلى عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي كان متخصصًا في الآثار المصرية، وذلك عام 1922. وفي الشهر الثاني من عام 1923، تم الكشف الكامل عن المقبرة وما تحتويه من كنوز، مما أضاف فصولًا جديدة إلى تاريخ الحضارة المصرية القديمة.