انشاء عن شهر رمضان المبارك

شهر رمضان شهر البركة والخير والرحمة.

وميزه الله عن سائر أشهر السنة، لأن الله تعالى أنزل به على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة خير من ألف شهر، وهي الليلة الأخيرة.

ولذلك سنتناول في هذا المقال موضوع الكتابة عن شهر رمضان المبارك.

شهر رمضان المبارك

أولاً صيام شهر رمضان واجب على كل مسلم

لقد جعل الله صيام شهر رمضان من الفرائض التي لا يتم الإسلام إلا بها.
وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويقول الله في كتابه العزيز
- بسم الله الرحمن الرحيم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والنظام فمن استطاع منكم أن يشهد شهر ذلك فليعد) صوموا بينكم، أو كان على سفر، فصيام أيام كثيرة، عسى الله أن ييسر لكم الأمر، ولا يتمنى لكم المتاعب، ولكي تقضي وقتًا، فسبحوا الله على هداكم، لعلكم تفلحون. سورة البقرة، الآية 185.
ولذلك جعل الله تعالى صيام أيام شهر رمضان فريضة على كل مسلم عاقل.
ويبدأ ذلك من الفجر حتى غروب الشمس، وفيها يصوم المسلمون عن الطعام والشراب وعن كل ما يغضب الله تعالى.
وأثم، واللغو، والجماع أثناء الصيام، وفي كل ما يمثل معصية الله تعالى.
بل عليك أن تجتهد وتلتزم بكل ما يرضي الله، فشهر رمضان من الأشهر المباركة عند الله عز وجل، وفي الأجر مضاعف.

لقد اخترنا لك أيضًا

ثانياً تفاصيل شهر رمضان المبارك

المكافآت مضاعفة

ونجد أن الله تعالى قد قام في هذا الشهر بعمل عظيم في إغلاق أبواب جهنم وفتح أبواب الجنة الثمانية.
كما جعل الله صيامنا شفاءً لجميع ذنوبنا وخطايانا ومعاصينا التي ارتكبناها طوال الفترة التي سبقت شهر رمضان.
كما ضاعف الله أجر جميع الأعمال من صلاة، وزكاة، وقراءة القرآن، والصيام، وسائر الأعمال.
وهذا لكي تكون نيتنا صادقة مع الله تعالى.

صدقة

وكذلك جعل الله تعالى الصدقة في شهر رمضان نعمة.
لذلك أمرنا الله أن نعطي العطايا لكل فقير، وكل محتاج، وكل محتاج، وذلك له الأجر والثواب العظيم عند الله.
فالحب يقضي على الفقر، ويطيل العمر، ويطفئ غضب يهوه، ويرضي الله القدير في الأيام العادية، ناهيك عن الشهر الكريم.

العمرة والحج

وليس هذا فحسب، بل من أدى عمرة الفريضة في شهر رمضان، أعطاه الله أجرها أضعافاً مضاعفة مع الحج.

ليلة أمس

وأيضاً كما قلنا أن في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة النهاية المباركة.
وفيها تنتشر الملائكة على الأرض من غروب الشمس إلى الفجر في الصلاة، وهي ليلة عظيمة الجمال.
وفيه يستجاب الدعاء، ويكون دعاءه ودعاؤه وذكره بمثابة عبادة ألف ليلة عادية.
وهي معجزة كل مبتلى، وشفاء كل مريض، وفرج كل مكروب.
ومن المهم أن نلاحظ أن تلك الليلة كانت الليلة التي نزلت فيها أول آيات القرآن الكريم
- بسم الله الرحمن الرحيم (اقرأ باسم ربك الذي غالب هزم الإنسان بجرح اقرأ وربك المنادي الذي علم بالقلم علم الشخص) أنه كان دون أن يعرف ذلك.)
فجعل الله الليلة الأخيرة ستراً لذنوب عباده عما مضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وفيه تفتح أبواب السماء للدعاء لجميع المسلمين، ولكل سائل، وكل محتاج.

صلاة التراويح

كما أن شهر رمضان يتميز بصلاة لا توجد في أي شهر آخر، وهي صلاة التراويح.
ويسمى التراويح. لأن به يتحرر العبد من الله تعالى، وبه يعبد العبد الله حتى ينال رضوان الله تعالى.
وفيه ينزل الصمت والتواضع على القلوب المظلمة.
ولذلك أمرنا الله أن نفعل كل الأعمال الصالحة في شهر رمضان المبارك لأن أجرها ورحمتها عظيمة.

التحرر من النار

وبالإضافة إلى كل هذا فإن شهر رمضان هو شهر تحرير رقاب الناس من النار.
ويعتق الله تعالى العديد من العبيد في كل يوم من ذلك الشهر.
ثم سيظهر تعالى في آخر يوم من شهر رمضان المبارك، فيفرج عنه كما أطلق طوال الشهر في هذا اليوم.
رمضان شهر القرآن، رمضان شهر الكرم، رمضان شهر الرحمة، رمضان شهر العتق من النار.

قراءة القرآن

كما جعل الله قراءة القرآن نعمة في شهر رمضان، فلكل حسنة أجر حرف واحد، وحسنة تتكرر في عشر مرات في الأيام العادية.
فماذا عن قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك الذي لنا فيه أجر مضاعف
عشرة تصبح عشرين، وثلاثين تصبح ثلاثين، والله يضاعف من يحب.

العلاقات العائلية

وبالإضافة إلى ذلك فإن شهر رمضان هو من الأشهر التي تجتمع فيها الأرحام، وتتزاور فيه الأسر، وتقام فيه الاحتفالات.
وفيه يجتمع المسلمون، ويتقارب الأقارب من بعضهم البعض، ويطعم الأغنياء الفقراء، ويجلس الجميع على مائدة طعام واحدة.
- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من سره أن ينسأ في عمره، وينسأ في طريقه، فليحفظ عمره» الصداقات. ) متفق.

ثالثاً فضائل شهر رمضان

التميز من الجانب المادي

أما الجانب المادي فنجد الله يبارك له في حياته وخيره ورزقه العظيم، وكثيراً ما نسمع أن هذا الشهر يجلب البركة في المال والوفرة في كل شيء سواء في المال أو الطعام.

جمال القمر يأتي من شكل الجسم

أما على الجانب الجسدي، فإن صيام شهر رمضان يعتبر من العلاجات الإلهية التي أنزلها الله تعالى.
نعم الصيام علاجي، فهو يعمل على تصفية الجسم من كافة سموم السنة، وتنظيفه من كافة الجذور الحرة.
بالإضافة إلى أنه ينشط الدورة الدموية، ويعالج الجهاز الهضمي، ويعالج مشاكل النسيان والذاكرة.
كما أنه يساعد في التخلص من الوزن الزائد في الجسم والتحكم في مستويات السكر في الدم، كما أن للصيام فوائد كبيرة في التخلص من الدهون. يخلص الجسم من السموم، ويعمل على ضبط مستويات الكولسترول، ويزيل كافة الفضلات التي تؤثر على الجسم، وتسبب الأورام، وتتلف الخلايا.
ولذلك فإن شهر رمضان يعتبر مرشحاً ربيعياً للجسم من كل شيء.

جمال القمر من الناحية العقلية

أما الجانب العقلي؛ يعالج الحالة النفسية السيئة، فالصوم يطهر النفس، ويجلب السلام والهدوء والثقة.
ليس هذا فحسب، بل إن شهر رمضان يجعل الإنسان يتخلى عن كل العادات السيئة التي ترافقه طوال العام.
وروحه وجسده متعلقان بها بشدة، كعادة التدخين مثلا، وغيرها من العادات السيئة.
ولذلك فإن رمضان هو شهر خلاص الجسد والنفس والروح من كل ما يعذبه ويؤذيه.
اللهمّ بلغنا شهر رمضان غير ناقصين ولا مفقودين.

لمعرفة المزيد