بحيرة الحولة جوهرة طبيعية مدهشة

بحيرة الحولة التاريخ والتحولات البيئية
تقع بحيرة الحولة في فلسطين، بالقرب من مدينة صفد، شمال بحيرة طبريا، على مسار نهر الأردن. تعتبر بحيرة طبريا من المياه العذبة، وتحيط بها المستنقعات التي تمتد على مساحة 60 كم². تبلغ مساحة بحيرة الحولة 14 كم²، مع عمق يصل إلى 6 أمتار.
في أوائل عام 1951، بدأت إسرائيل مشروعاً طموحاً لتجفيف بحيرة الحولة بهدف تحويلها إلى أراضٍ زراعية. استمر هذا المشروع حتى نهاية عام 1957، مما أدى إلى جفاف البحيرة وتدمير نظامها البيئي. كانت هذه العملية جزءًا من مشروع موسع أدى إلى تغييرات كبيرة في المنطقة.
جاء مشروع تجفيف البحيرة عام 1951، حيث يقع الوادي على الضفة الغربية لنهر الأردن بالقرب من الحدود السورية. كانت البحيرة تلعب دوراً حيوياً كونها مرتبطة بنهر الأردن، الذي يتلقى مياهه من ثلاثة مصادر رئيسية نهر الدان الذي ينبع من فلسطين، ونهر الحاصباني من لبنان، ونهر بانياس من سوريا. كان نهر الأردن يعبر وادي الحولة الذي يمتد على 25 كم² بعرض 8 كم²، قبل أن يتجه جنوباً ليتدفق في بحيرة طبريا. أدى هذا المشروع إلى توترات عسكرية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، حيث كانت المنطقة الجنوبية قبل عام 1951 منزوعة السلاح.
تعددت أهداف عملية التجفيف الإسرائيلية، ومن أبرزها
- السيطرة على الوادي والحدود المحيطة.
- تأمين حوالي 100 مليون متر مكعب من المياه، مما يكفي لري نحو 20,000 دونم من الأراضي الزراعية.
- التخطيط لإنشاء محطة لتوليد الطاقة بين بحيرة طبريا وبحيرة الحولة.
- إخلاء المنطقة من الوجود العربي.
هذه الخطوات أدت إلى تغييرات جذرية في منطقة الحولة، حيث انخفضت مساحة البحيرة إلى 2 كم² فقط، بعد تدخل المنظمات البيئية مثل "الجمعية الإسرائيلية لحماية البيئة"، التي نجحت في إقناع المزارعين بالتوقف عن العمل على مشروع التجفيف. ومع ذلك، لم تنجح الأراضي في أن تصبح أراضٍ زراعية، مما أدى الى خسائر كبيرة للمزارعين في المنطقة.
بعد تنفيذ مشروع التجفيف وفشل تحقيق النتائج المرجوة، تدهورت البيئة الطبيعية في منطقة الحولة بشكل ملحوظ. مع ذلك، يبدو أن هناك مجهودات حالياً من بعض الجهات الإسرائيلية لإعادة تدفق المياه إلى البحيرة من أجل استعادة بعض من ملامحها السابقة.