بحيرة كاندي الساحرة

عجائب كازخستان الطبيعية
تعتبر الطبيعة واحدة من أعظم عجائب العالم، حيث يمكن العثور على بحيرات رائعة تشكلت بشكل طبيعي وأخرى اصطناعية أنشأها الإنسان قرب السدود. واحدة من أبرز هذه العجائب تقع في شمال آسيا، وتحديدًا في كازخستان، الدولة التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي سابقًا. تحتضن كازخستان بحيرة فريدة وغامضة تعرف باسم بحيرة كاندي، التي تحمل في تكوينها قصة مثيرة تتعلق بعجائب الطبيعة. عندما تشكلت هذه البحيرة، غمرت المياه غابات كثيفة أحاطت بالجبال الموجودة حولها، فماذا تعرف عن بحيرة كاندي وما الذي يميزها
موقع البحيرة وجغرافيتها
تُعرف بحيرة كاندي أيضًا ببحيرة الغابات المغمورة، وتقع في جبال تيان شان، وهي أعلى سلسلة جبلية في شمال التبت، وتمتد من الشمال إلى جنوب الصين حيث تتدفق الأنهار الجليدية. تبعد هذه البحيرة مسافة 129 كيلومترًا عن مدينة الماتي، مما يجعلها وجهة سهلة المنال للزوار.
تاريخها الجيولوجي
في عام 1911، تعرضت كازخستان لزلزال مدمر بلغت قوته 7.7 على مقياس ريختر، الأمر الذي أدى إلى تشققات كبيرة في جبال تيان شان. هذا الزلزال تسبب في انهيار بعض الحجارة الجيرية وخلق سدًا طبيعيًا. بالتزامن مع هطول الأمطار، بدأت الأشجار مثل الصنوبر والتنوب في النمو، مما ساهم تدريجيًا في ملء هذا السد بالمياه وتكوين البحيرة. ويُذكر أن الزلزال في ذلك العام دمر أكثر من 700 مبنى.
خصائص البحيرة
تبلغ مساحة بحيرة كاندي حوالي 400 متر مربع وترتفع عن سطح البحر بمقدار 2000 متر. أما أعمق نقطة فيها فتمتد لتصل إلى 30 مترًا، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لممارسة الأنشطة الغوصية واستكشاف قاع البحيرة. قد يتساءل البعض لماذا لا تتعفن الأشجار الموجودة في المياه، والإجابة تكمن في درجة حرارة المياه الباردة التي تصل إلى حوالي 6 درجات مئوية، مما يحافظ على الأشجار من التعفن والتآكل. حيث تبقى الغابة المغمورة بلا تغيير، وكأنها محفوظة تحت المياه؛ خاصة أشجار الصنوبر التي قد يصل عمرها إلى حوالي مائة عام.
تجارب الزوار في البحيرة
ما يجعل البحيرة أكثر تميزًا هو ظهور جذوع أشجار التنوب من سطح المياه، مما يخلق مشهدًا ساحرًا وكأنها زرعت عمداً في البحر. قاع البحيرة يكتسي بالطين الجيري الذي يمنح المياه ألوانًا جميلة، وإمكانية رؤية القاع واضحة بفضل المياه الصافية. خلال فصل الشتاء، تتجمد المياه قليلاً، مما يجعل المكان مناسبًا لممارسة التزلج. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الغطس أحد الأنشطة الأساسية للاستمتاع برؤية الأشجار المغمورة. يمكن للزوار الاسترخاء على ضفاف البحيرة تحت الأشجار الخضراء المحيطة بها، مما يضمن تجربة مريحة وممتعة في أحضان الطبيعة.