بحيرة مريوط جوهرة طبيعية في قلب مصر

بحيرة مريوط جوهرة طبيعية في قلب مصر

تنوع مصادر المياه في مصر

تعتبر مصر واحدة من الدول العربية الغنية بتنوع مصادر المياه والمسطحات المائية. حيث يمر فيها نهر النيل، إلى جانب عدد من روافده، وتطل على بحرين رئيسيين، هما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي مصر على مجموعة من البحيرات، من أبرزها بحيرة مريوط التي كانت في السابق تعد مركزًا حيويًا للملاحة، لكنها للأسف تعرضت للتلوث بسبب مياه الصرف الصحي.

الموقع والخصائص الجغرافية لبحيرة مريوط

تقع بحيرة مريوط في جنوب محافظة الإسكندرية، شمال مصر، وتحديداً في الزاوية الشمالية الغربية من دلتا النيل. تُعرف البحيرة بمياهها المالحة، حيث يتم تحويل بعض شواطئها إلى أراضٍ زراعية. يتراوح عمق البحيرة بين متر ومتر ونصف، مما يجعل مياهها ضحلة وتمتد من غرب الإسكندرية إلى الجنوب الغربي.

التغيرات في المساحة والمستوى الطبيعي للبحيرة

كانت مساحة بحيرة مريوط في الماضي تصل إلى 248 كيلومترًا مربعًا، لكن حاليًا تقلصت إلى ما بين 50 و60 كيلومترًا مربعًا. تُعتبر البحيرة مغلقة، حيث لا تتصل بالبحر، وتتغذى مياهها من المصارف الزراعية القادمة من الجهة الجنوبية الشرقية. كانت البحيرة تاريخياً متصلة بنهر النيل والبحر الأبيض المتوسط، مما كان يسهل حركة المياه ويعزز التنوع البيئي فيها.

الأهمية التاريخية والتحديات المعاصرة

على مر العصور، كانت البحيرة تُعتبر ممرًا مائيًا هامًا يُعرف بقناة "نوقراطس"، حيث كانت تُستخدم كوسيلة لنقل الأفراد والبضائع من منطقة الدلتا إلى الشاطئ الغربي. ومع تقدم الزمن، أدى الزحف العمراني إلى تجفيف العديد من أجزاء البحيرة لتحويلها إلى أراضٍ زراعية ومساكن.

الإشكاليات الحالية التي تواجه البحيرة تتضمن تصريف مياه المصارف الزراعية إليها، بالإضافة إلى التدهور البيئي بسبب التلوث الناتج عن النفايات الصناعية ومخلفات المجاري. يُعتبر هذا الوضع تهديدًا حقيقيًا للبيئة البحرية وصحة الحياة الفطرية.

التأثير على الحياة المحلية والاقتراحات المستقبلية

نتيجة التلوث، تتعرض الثروة السمكية في البحيرة لخطر شديد، مما يؤثر سلبًا على livelihoods الصيادين. تتزايد المشكلات البيئية، مما أدى إلى بعض المقترحات التي تدعو إلى إزالة البحيرة بالكامل واستغلال أراضيها لبناء مساكن جديدة. ومع ذلك، فإن هذه الخطط تواجه معارضة نظرًا لمساحة البحيرة الكبيرة، مما قد يحرم سكان الإسكندرية من مصدر مائي حيوي ومنطقة للاستجمام.

تمثل بحيرة مريوط أيضاً موطناً للعديد من أنواع الطيور، بما في ذلك الطيور المهاجرة والنادرة. إن الحفاظ على هذه البيئة يعني استمرارية وجودها كمنطقة طبيعية جميلة وجذابة للزوار. تُعد المنتجعات السياحية التي تحيط بالبحيرة مكانًا مثيرًا للاهتمام، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية وممارسة هواية صيد الأسماك مثل سمك البياض النيلي، وكذلك استخراج الملح منها.