بحيرة هيلير جوهرة الطبيعية الوردية

بحيرة هيلير جوهرة الطبيعية الوردية

الظواهر الطبيعية الغريبة

تنتشر على سطح الأرض العديد من الظواهر الطبيعية المثيرة والتي تثير فضول العلماء وعشاق الطبيعة. من بين هذه الظواهر، تبرز بحيرة غريبة ذات لون وردي فاقع تقع في أستراليا، مما يجعلها محط أنظار الزوار والباحثين. هذه البحيرة ليست مجرد مظهر جذاب، بل تحمل في طياتها أسرار طبيعية تثير تساؤلات عديدة.

بحيرة هيلير لغز اللون الوردي

تُعرف هذه البحيرة باسم بحيرة هيلير، وهي تأخذ اسمها من لونها الوردي الغامق الذي يظل ثابتا حتى عند سكب المياه من البحيرة إلى وعاء مختلف، مما يضاف إلى غموضها. يُطلق على البحيرة أيضاً اسم بحيرة بورت جريجوري، وقد أثارت هذه الظاهرة اهتمام الكثير من الفرق العلمية التي تسعى لفهم طبيعة هذا اللون الغريب.

الموقع الجغرافي والبنية الطبيعية

تقع بحيرة هيلير في منطقة جولدفيلدز في غرب أستراليا، وهي بحيرة مالحة تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات غرب مدينة إسبرانس، بالقرب من طريق الساحل الجنوبي الأسترالي. تم اكتشاف هذه البحيرة عام 1802 على يد بعثة بريطانية بقيادة الكابتن فلندرز، الذي تسلق إحدى المرتفعات ليُعجب بلون البحيرة الفريد. تبلغ مساحة البحيرة حوالي 600 متر في الطول و250 متر في العرض، وتحيط بها غابات كثيفة وأشجار كينيا، مما يخلق بيئة غنية ومتنوعة.

الحياة البرية حول البحيرة

تعتبر بحيرة هيلير موطناً للعديد من الطيور، ومن أبرز هذه الأنواع طائر الزقزوق. تتوافر الظروف المناسبة لتكاثر هذا الطائر وبقية الأنواع تحت حماية منظمات دولية مختصة بحماية الطيور، مما يساهم في الحفاظ على التنوع الحيوي في المنطقة.

الأبحاث العلمية حول اللون الوردي

في عام 1950، بدأ علماء بريطانيون دراسة أسباب اللون الوردي للمياه، وكشفوا عن مجموعة من الحقائق. تبين أن ارتفاع نسبة الأملاح، خاصة أملاح الروبيان، هو السبب الرئيسي وراء شدة اللون. يُسجل أن مستوى الملوحة في البحيرة يزيد بشكل كبير مقارنة بمياه البحر. وقد ساهمت الحرارة المرتفعة وظروف الإضاءة الملائمة في تنشيط نوع معين من البكتيريا المعروفة باسم البكتيريا الوردية، والتي تعزز من ظهور اللون.

تُعد التأثيرات الكيميائية في قاع البحيرة عاملاً إضافياً أيضاً، حيث تحتوي المياه على معادن مثل الحديد التي يمكن أن تؤثر على اللون. كما تم اقتراح أن الأعشاب الموجودة في قاع البحيرة قد تكون لها دور في تغيير لون المياه، ولكن حتى الآن، لا يزال هذا اللغز بلا حل واضح، إذ يبقى اللون ثابتا حتى عند نقل المياه إلى أماكن أخرى.