تاريخ قناة السويس عبر العصور من الماضي إلى الحاضر

تاريخ قناة السويس عبر العصور من الماضي إلى الحاضر

قناة السويس ربط بين البحار وتطور مستمر

تُعتبر قناة السويس واحدة من الإنجازات الهندسية البارزة التي أنشأها البشر، حيث تمتد كقناة مائية اصطناعية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. تقع هذه القناة في قارة أفريقيا، وتحديداً في جمهورية مصر العربية. وقد تم إنشاء قناة السويس القديمة في عام 1859، تلتها قناة السويس الجديدة التي افتتحت بعد مائة وخمسة وخمسين عاماً من بداية المشروع، أي في عام 2014.

تاريخ القناة القديمة والتحديات الهندسية

أُعلنت قناة السويس القديمة عن فتح أبوابها للإبحار في عام 1869، بعد ما يقارب من عقد كامل من العمل الجاد في حفرها وإنشائها، بدءاً من العام 1859 خلال حكم الخديوي إسماعيل. على الرغم من وجود مخطط للقناة قبل عام 1959، والذي صممه مهندسون مصريون، إلا أن القلق بشأن اختلاف ارتفاع مستوى البحرين قد عرقل التنفيذ لفترة طويلة. وقد تم القيام بعدة محاولات لحفر القناة، لكن جميعها فشلت حتى أنجزت أخيراً في القرن التاسع عشر، بتكلفة تقدر بثلاثمائة وتسعة وستين مليون فرنك فرنسي، وبمشاركة مليون عامل مصري. لعبت القناة دورًا حيويًا في ربط القارات الثلاث أمريكا الشمالية، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى كونها مصدراً رئيسياً للدخل لمصر، مما ساهم في تقليص نسبة البطالة في البلاد.

قناة السويس الجديدة مشروع معاصر للربط والتطوير

بعد مرور أكثر من 150 عاماً على إنشاء القناة القديمة، تم البدء في حفر قناة السويس الجديدة بجوار القناة الأصلية في عام 2014. وقد تم افتتاح القناة الجديدة، التي تمتد لمسافة 72 كيلومتراً، خلال عشرة أشهر فقط. خلال ثلاثين سنة قبل عام 2014، تم تقديم مشروع القناة الجديدة عدة مرات، منذ حكم الرئيس أنور السادات في السبعينيات، ورغم تقديمه مجددًا في عام 2012، لم يتم تنفيذه حتى تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في عام 2014. تم الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة في مهرجان شعبي ضخم في عام 2015. وقد أدت هذه الإضافة إلى زيادة أهمية القناة القديمة، حيث زادت من طاقتها وحلّت مشكلة عبور السفن في الاتجاهين، مما عزز الإيرادات العامة وأسهم في تقليل معدل البطالة.