تشاد بحيرة غنية بالتنوع البيولوجي

بحيرة تشاد التحديات والتغيرات البيئية
تقع بحيرة تشاد في منطقة شمال وسط إفريقيا، حيث تعبر حدود أربع دول أفريقية متجاورة. ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من مساحتها يقع داخل حدود جمهورية تشاد التي تحمل اسمها. لقد عُرفت بحيرة تشاد عالميًا بكونها سادس أكبر بحيرة في العالم من حيث المساحة واحتواءها على المياه. لكن هذه الصورة قد تغيّرت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، إذ أدت عوامل مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف المتعاقب إلى تقليص حجم البحيرة بشكل كبير. فقد كانت مساحتها تصل إلى 25,000 كيلومتر مربع، لكنها انخفضت الآن إلى حوالي 2,000 كيلومتر مربع فقط.
تعتبر نسبة 90% من مياه بحيرة تشاد مستمدة من نهر شاري. ومع ذلك، شهد هذا النهر انخفاضًا ملحوظًا في تدفق مياهه، وذلك نتيجة للجفاف الطويل الذي يعاني منه أقليم الساحل الإفريقي. إضافة إلى ذلك، فإن السحب المستمر للرمال قد أدت إلى تغطية مجاري نهر شاري، مما أعاق تدفق المياه بشكل كافٍ نحو البحيرة.
تتجلى نتائج جفاف بحيرة تشاد في عدة مظاهر سلبية
تدهور الغطاء النباتي أثر الانخفاض الكبير في المياه على الأراضي المحيطة، فكانت تلك الأراضي تستفيد من مياه البحيرة ومواسم الفيضانات. هذا التدهور البيئي أدى إلى تحول القاطنين في المنطقة من تربية الأبقار إلى تربية الأغنام نظرًا لمحدودية الأعشاب والنباتات اللازمة لتغذية الحيوانات الكبيرة.
تدهور الحياة المائية كانت بحيرة تشاد غنية بالأسماك والأنواع البحرية المتنوعة، مما كان يشكل مصدر رزق رئيسي للعديد من السكان المحليين. لكن الجفاف أفضى إلى تدهور الحياة البحرية وموت الكثير من الأنواع السمكية، مما أثر سلبًا على الاقتصاد في المدن المحيطة التي كانت تعتمد بشكل كبير على صيد الأسماك.
- نقص المياه تسبب جفاف البحيرة في نقص حاد في المياه الصالحة للشرب في المناطق المحيطة، مما أدى إلى هجرة العديد من السكان بحثًا عن مصادر مياه بديلة.
تم اقتراح بعض الحلول التي يمكن أن تُسهم في زيادة مستوى مياه البحيرة بمرور الوقت. أحد هذه الحلول يتضمن حفر قناة تربط نهر أوبنقي بنهر شاري، مما يسمح بتدفق المياه من الأول نحو الثاني ثم إلى البحيرة. ومع ذلك، تواجه الدول المحيطة بالبحيرة تحديات مالية ولوجستية قد تعوق تنفيذ مثل هذا المشروع، مما يدعو إلى الأمل في بناء شراكات دولية لتحقيق هذا الهدف الطموح.