تشكل الأرض

تشكل الأرض

تاريخ الأرض وتكوينها

في بداية نشأة كوكب الأرض، كانت تُعتبر كتلة عملاقة ذات حرارة مرتفعة ولون أحمر، مكونة من بحر من الصخور المنصهرة. في ذلك الوقت، كان الكون يتكون من جزيئات متنوعة من الغبار والرماد، تدور حول الشمس. ومع تزايد السرعة الدورانية وارتفاع درجات الحرارة والاصطدامات والجاذبية، تجمعت هذه المواد لتشكل الكواكب المعروفة اليوم، مثل عطارد والمريخ وأرضنا. مع مرور الوقت، بدأت الأرض تبرد تدريجياً، مما أدى إلى تكوين قشرة رقيقة على سطحها. ثم بدأ بخار الماء في التكاثف في الغلاف الجوي، ليُشكل الغيوم وتهطل الأمطار. أسهمت هذه العمليات في تبريد الكوكب وتغطيته بالمياه، مُشكلة المحيطات والبحار، وهو ما ساهم بدوره في تشكيل القشرة الخارجية للأرض. أما المواد المنصهرة الأخرى، فقد تجمعت لتشكّل نواة الكوكب، في حين أن طبقة الوشاح ظلت تحتفظ بحرارتها المنصهرة، ويُعتقد أن هذه الأحداث وقعت قبل حوالي 4.7 مليار سنة.

واجه العلماء والجيولوجيون صعوبات في تقدير العمر الحقيقي للأرض، نظراً لحركة الصفائح التكتونية المستمرة. ولتحديد هذا العمر، اعتمدوا على دراسة المعادن الموجودة في الصخور. وقد تمكنوا من استخراج المعلومات المتعلقة ببنية الأرض الداخلية من خلال تحليل الموجات الكهرومغناطيسية والنشاط البركاني.

بعد استعراض العوامل التي شكلت كوكب الأرض ككتلة واحدة، ينبغي الإشارة إلى عوامل أخرى ساهمت في تشكيل معالم سطحه، والتي تشمل النشاطات البركانية والزلازل وحركات الأرض الناتجة عن تحركات الصفائح التكتونية، بالإضافة إلى العمليات الطبيعية مثل التجوية والتعرية.

فهم القارات وتطورها

أطلق العلماء على الكتلة التي تشكلت منها القارات فيما بعد اسم “بانجايا”، حيث انقسمت هذه القارة العظيمة قبل ملايين السنين إلى كتلتين قاريتين رئيسيتين جوندوانا وأوراسيا. وقد انقسمت جوندوانا بدورها إلى أجزاء شملت إفريقيا، القارة القطبية الجنوبية، أستراليا، أمريكا الجنوبية، وشبه القارة الهندية، بينما انقسمت أوراسيا إلى مجموعة من القارات الأخرى.

إن تباعد وتجمع القارات على مر الزمن يُشير إلى عمليات ديناميكية تحدث باستمرار، حيث ينتج عن هذه الحركات تكوين القشرة المحيطية. فالقشرة الأرضية تُقسم إلى نوعين قشرة قارية وأخرى محيطية.

تتحرك الصفائح التكتونية بشكل دائم، مما يؤدي إلى نشوء قارات جديدة وتشكيل المحيطات ومسطحات المياه. على سبيل المثال، تبعد قارة أمريكا الشمالية عن قارة أوروبا بمعدل 2.5 سم سنوياً، ويحتمل أن تتشكل قارات جديدة في المستقبل بعد ملايين السنين.

نظرية الصفائح التكتونية

تُعرف نظرية الصفائح التكتونية بأنها مفهوم علمي يفسر نشأة القارات والمحيطات. تنص هذه النظرية على أن الغلاف الصخري للكرة الأرضية يتكون من مجموعة من الصفائح التي تدور فوق طبقة من المواد المنصهرة، حيث تتعرض هذه الصفائح لحركات انزلاقية، ما يؤدي إلى تحركات مستمرة نحو الحدود الفاصلة بينها. من بين هذه الصفائح التكتونية، نجد صفيحة لوراسيا والصفيحة العربية.

يمكن أن تتحرك الصفائح بطريقة تباعدية، مما يؤدي إلى تصادم صفيحة فوق أخرى، وغالباً ما تحدث هذه الظواهر في قيعان البحار والمحيطات. كما يمكن أن تتحرك الصفائح حركة تقاربية، مما يتسبب في تكوين الأخاديد مثل أخدود البيرو. وفي بعض الحالات، تتحرك الصفائح نتيجة قوى الضغط والاحتكاك، ولكن هذه الحركات لا تنتج عنها أي زيادة أو نقصان، كما هو الحال في صدع البحر الميت في الأردن.