تعريف ومعنى مفهوم القدر

الحياة والقدر مفاهيم وأبعاد
يعيش الإنسان حياته يوماً بيوم، دون أن يدرك ما قد يخفيه المستقبل من أحداث وتجارب. فقد منح الله سبحانه وتعالى الإنسان عقلًا يمكنه من التفكير والتخطيط، لكنه لم يمنحه القدرة على الاطلاع على الغيب. حيث تعتبر هذه الحكمة جزءًا من النظام الإلهي الذي يحدد مسار الحياة. فلو كان لدى الإنسان العلم بما سيلقاه من مصاعب، لامتنع عن مغادرة بيته ولما استمتع بالحياة في خضم الأحداث العديدة التي قد تمر عليه. ومن هنا، يُعتَبَر الإيمان بالقدر، بما فيه من خير وشر، أحد الأركان الأساسية للإيمان في الإسلام.
القدر هو مفهوم يُشير إلى مجموع الأحداث المستقبليّة التي لا يمكن للفرد السيطرة عليها أو تعديلها، إذ تُعَدّ من الشؤون الإلهية. وأحياناً تُستخدم كلمة "القضاء" كمرادفة للقدر، أو قد تُشير إلى معاني مختلفة في سياقات أخرى. فالقضاء هو الأمر الذي تمَّ تحديده مسبقًا ولم يعد هناك مجال لتغييره، ويعتبر بمثابة النصيب أو القسمة التي تؤول إليها حال الفرد بناءً على مشيئة الله.
قال الله تعالى في كتابه الكريم "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير." ومن خلال هذه الآية، يُظهر الله كيف أن المؤمنين هم أولئك الذين يسلمون أمورهم له ويتوكلون عليه. يرضى المؤمن بما كتب الله له، سواء كان خيرًا أو شرًا، ويستمر في حياته، فعند وقوع المصائب يُشكر الله ويسبّر، وعند حدوث الخير يشعر بالسعادة ويُعبر عن شكره.
التعلق بالمستقبل ووسائل المعرفة
تجدر الإشارة إلى أن بعض الأفراد يبحثون عن وسائل مختلفة لمعرفة مصيرهم وما قد يحدث لهم في المستقبل. وغالبًا ما يُنظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم يعانون من ضعف الإيمان، حيث يتبعون طرقًا غير مشروعة مثل اللجوء إلى العرافين. هؤلاء يستخدمون وسائل مثل الحجارة الصغيرة، التي يرميها الشخص على سطحٍ ما لمعرفة تقديراته المستقبلية، وأيضًا يعتمدون على كتب الأبراج التي تعد بأن تقدم للناس لمحات عن مستقبلهم بناءً على تواريخ ميلادهم.
كذلك، نجد أشخاصًا مشهورين يقدمون تحليلات حول القدر والأحداث المستقبلية، مثل أولئك الذين يظهرون في الإعلام ليلة رأس السنة، حيث يقدمون تنبؤات سنوية حول ما سيحدث. من جهة أخرى، تعمد بعض النساء إلى قراءة الفنجان بعد شرب القهوة، مُحلّلاتٍ الخطوط والتعاريج لتقديم تصورات عن الأحداث المستقبلية. يتواجد أيضًا مفهوم الوسيط الروحي، الذي يستخدم أشكالاً مختلفة مثل الكرة البلورية أو كف اليد لتحليل المستقبل.
إن كل هذه الممارسات تمثل محاولات البشر للاطلاع على ما قد يخبئه القدر، لكن يبقى الإيمان والثقة بالله هو الأمر الأكثر أهمية في هذا السياق.