تعريف ومفهوم الفيروس

تُعَد الفيروسات من الكائنات الحية الدقيقة التي يتعذر رؤيتها بالعين المجردة، ويتم مشاهدتها عادةً باستخدام المجهر الإلكتروني، حيث يتجاوز حجمها قدرة المجهر الضوئي التقليدي على الرؤية. تتألف الفيروسات من جزيئات تحتوي على حمض نووي محاط بغلاف بروتيني، وتتكاثر عن طريق استغلال الآليات الاستقلابية للخلايا المضيفة، مما يؤدي إلى إنتاج جزيئات فيروسية ترتبط بأمراض مختلفة.
تُعتبر الفيروسات من مسببات الأمراض التي تصيب البشر والحيوانات، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. ومن الملاحظ أن القضاء على الفيروسات يمثل تحدياً صعباً. فأساليب حفظ الأغذية مثل التجميد، والبسترة، والتجفيف، والإشعاع ليست فعالة كما هو الحال مع البكتيريا والفطريات، حيث تتطلب الفيروسات ظروفاً معينة للإزالة.
تتميز الفيروسات بمجموعة من الصفات التي توضح خصائصها، ومن أبرزها * القدرة على التبلور عدة مرات دون فقد القدرة على التطفل. * استمرارها في العمليات الاستقلابية فقط داخل الخلايا الحية. * التكاثر داخل الخلايا الحية بعد الفيروسات تلقيحها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض المرض بعد فترة حضانة محددة. * اعتمادها الكلي على الخلايا الحية لتكاثرها.
تعتبر الفيروسات نوعاً من الطفيليات التي تعتمد على خلايا الكائنات الحية الأخرى من أجل الحصول على الأحماض النووية والبروتينات اللازمة. تنتقل الفيروسات من كائن حي إلى آخر من خلال المياه، والغذاء، ووسائل أخرى. ويتم تصنيفها إلى نوعين رئيسيين بناءً على العائل المصاب
- الفيروسات التي تصيب الإنسان والحيوانات، مثل فيروس حمى الببغاء.
- الفيروسات التي تصيب الفطريات والبكتيريا.
يُعتبر الفيروس من حيث الحجم من أصغر الكائنات المسؤولة عن الأمراض، حيث يتراوح حجمه بين عشرة إلى ثلاثمائة نانومتر تقريباً.
يُطلق على عملية تكاثر الفيروس “التناسخ”، حيث لا يمكن للفيروسات إجراء هذه العملية بمفردها بل تحتاج إلى كائن حي آخر لتوفير الطاقة والموارد اللازمة لبناء أحماضها النووية وبروتيناتها.
يمر الفيروس أثناء دورة حياته بعدة مراحل، وهي
- مرحلة الامتزاز حيث يلتصق الفيروس بالغلاف الخارجي للخلايا المضيفة.
- مرحلة دخول الخلية حيث يتم ابتلاع الفيروس بواسطة الخلية، ويصبح داخل غشائها.
- مرحلة إنتاج المكونات في هذه المرحلة، تتوقف الخلية المضيفة عن إنتاج بروتيناتها الخاصة وتبدأ في إنتاج مكونات الفيروس.
- مرحلة الخروج من الخلية يتم تحرير الفيروسات من الخلايا المصابة ببطء، إما من خلال انفجار الخلايا أو عبر الخروج من الغشاء دون انفجار.
- فيروسات الجدري تُعد من أكثر الأنواع البشرية شيوعًا، تنتقل عبر الجهاز التنفسي ويتم التعامل معها من خلال التطعيم.
- فيروسات الإنفلونزا تدخل عبر الجهاز التنفسي من خلال استنشاق الهواء الملوث، وتُعالج عن طريق الحقن بفيروس الإنفلونزا.
- فيروسات التهاب الكبد تنتقل عبر تلوث الطعام أو الشراب بفضلات المصاب. وتُحقق الوقاية بعدم التعرض للفضلات ومنع التبرع بالدم من قبل المريض.
- فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) ينتقل عبر الدم والسوائل الجنسية، ويُمكن الوقاية منه من خلال تجنب السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر والحقن غير المعقمة.