جزر الفوكلاند

تتكون جزر أرخبيل الفوكلاند من مجموعة كبيرة تضم أكثر من مئتي جزيرة، وتمتد على مساحة تقدر بنحو 12,000 كيلومتر مربع. وتعتبر جزيرتا الشرقية والغربية هو الأكبر والأهم بين هذه الجزر، محاطة بأكثر من 700 جزيرة. كما تبتعد هذه الجزر عن الشواطئ الجنوبية للأرجنتين بمسافة تقارب 480 كيلومترًا.
تُعرف هذه الجزر في اللغة الإسبانية باسم “مالفيناس”، وفي الفرنسية تُسمى “مالوين”، بينما يُعرفها الإنجليز رسميًا باسم “الفوكلاند”. تتمتع هذه الجزر بنظام حكم ذاتي، حيث تُعتبر إقليمًا تابعًا للتاج البريطاني، رغم المطالبات المستمرة التي تقدمها الأرجنتين بخصوص السيادة عليها، نظرًا لأن جزءًا من أراضيها يقع ضمن الجزر. تُعد مدينة ستانلي العاصمة الرسمية للأرخبيل، وتقع تحديدًا في جزيرة الفوكلاند الشرقية.
تجري مناقشات حادة حول مكتشف جزر الفوكلاند، وكذلك حول الأولوية في حق السيادة عليها. فقد شهدت الجزر عبر التاريخ العديد من المستوطنات المتنوعة من جنسيات مختلفة، بما في ذلك الفرنسية والأرجنتينية والبريطانية والإسبانية. فعلى سبيل المثال، في عام 1833، قامت بريطانيا بفرض حكمها على الجزر. ردًا على ذلك، قامت الأرجنتين بعملية عسكرية انتهت بحرب أدّت إلى انتصار بريطانيا واستعادة حكمها للجزر.
وفقًا للإحصائيات الأخيرة المتاحة عن سكان الفوكلاند، التي أجريت في عام 2012، يبلغ عدد السكان حوالي 3,000 شخص، معظمهم من أصول بريطانية، مع وجود قلة من الفرنسيين والإسكندنافيين والمهاجرين من جبل الطارق. من الجدير بالذكر أن العديد من المهاجرين يأتون من الأرجنتين وتشيلي والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى سكان من جزيرة سانت هيلينا القريبة. ومع ذلك، تُعاني الجزر من بيئة غير مشجعة لجذب المهاجرين، بسبب مناخها البارد وقلة الخدمات المتاحة، فضلاً عن بعد مواقعها. وتعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، ويستفيد سكانها من الجنسية البريطانية بموجب قانون يعود إلى عام 1983.
تتميز جزر الفوكلاند بمناخ محيطي وإقليمي يندرج تحت بند التندرا، حيث تقع بين هذين المناخين. تحتوي الجزر على سلاسل جبلية يصل ارتفاع معظمها إلى حوالي 700 متر فوق مستوى سطح البحر، وتستضيف مجموعة متنوعة من أشكال الحياة البرية، نتيجة لهجرة الطيور إليها سنويًا لأغراض التكاثر. كما يسهم السكان في استقدام أنواع مختلفة من الطيور. يعتمد الاقتصاد في المنطقة بشكل رئيسي على صيد الأسماك ورعاية المواشي، ولا سيما الأغنام التي تصدر صوفها عالي الجودة إلى الخارج. بالإضافة إلى ذلك، يُعَدّ القطاع السياحي أحد الموارد المهمة، وتعمل الحكومة مؤخرًا على إعداد خطط للبحث عن احتياطيات النفط في أراضي الجزر.