حكمة آينشتاين

في هذا المقال، أستعرض مجموعة من الأقوال والحكم التي تعود إلى العالم الشهير ألبرت آينشتاين، والتي تمثل رؤاه العميقة وتأملاته في الحياة والكون.
آينشتاين قال ذات مرة “أنا غير مؤمن متدين بعمق.. هذا شيء كنوع جديد من الإيمان.” كما اعتبر أن “إذا لم يوافق الواقع النظرية، غير الواقع.” ويشير إلى الغموض الذي يحيط ببعض جوانب الكون، قائلاً “إن أكثر ما في الكون إمتناعاً عن الفهم هو أنه قابل للفهم.”
ووفقًا له، “الرجل السعيد هو الرجل الراضي جداً بالحاضر بحيث لا يخوض كثيراً في شأن المستقبل.” ومن هنا، يبرز أهمية إيجاد معنى للحياة، حيث اعتبر أن “الإنسان الذي ينظر لحياته على أنها عديمة المعنى، ليس تعيسًا فحسب، بل يكاد يكون غير صالح للحياة.”
في سياق القضايا الاجتماعية والسياسية، تنبهنا حكمته إلى أنه “لا يمكنك منع الحرب والإستعداد لها في وقت واحد.” وعند الحديث عن الحياة السعيدة، أشار إلى أن “إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة، فأربطها بهدف وليس بأشخاص أو أشياء.”
ولخص آينشتاين فلسفته حول اتخاذ المخاطر بالتأكيد على أن “الإنسان الذي لم يخطئ لم يجرب شيئاً جديداً.” ومن جهة أخرى، نقل لنا أهمية السعي وراء القيم بدلاً من السعي نحو النجاح وحده، قائلاً “لا تكافح من أجل النجاح بل كافح من أجل القيمة.”
وعن التحديات العقلية، قال “إذا كان المكتب غير المنظم يدل على أن تفكير الشخص غير منظم.. فعلى ماذا يدل المكتب الخالي” مؤكداً على الرابط بين البيئة والتفكير. كما أشار إلى أن “ليس الأمر أني عبقري.. كل ما هنالك أني أجاهد مع المشاكل وعيوب لفترة أطول.”
تحدث آينشتاين أيضاً عن تأثير الجهل قائلاً “يستمر الغضب فقط مع الجهلة.” وفي سياق الإبداع، أكد أن “سر الإبداع هو معرفة إخفاء مصادرك.” كما جادل بأن “التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة، أما التعليم الذاتي فسيجلب لك عقلاً.”
فيما يتعلق بمسألة التوجيه والتربية، قال “إذا كنتم تريدون أطفالكم أن يكونوا أذكياء، اقرأوا لهم قصصاً خيالية.” ومن جانبه، أقر بأنه قد يكون عازف موسيقي لو لم يكن فيزيائياً، حيث ترتبط رؤاه بالموسيقى بشكلٍ عميق.
وبينما يتحدث عن المعرفة والتجربة، ذكر آينشتاين أن “المعرفة ليست المعلومات.. فمصدر المعرفة الوحيد هو التجربة والخبرة.” وهو يستحثنا على الاستمرار في التعلم بقول “لا تتوقف عن السؤال، فالفضول يحمل ما هو سبب وجوده.”
كما حذرنا من مخاطر التكنولوجيا، حيث قال “أخشى اليوم الذي ستتجاوز فيه التكنولوجيا تفاعلنا البشري.” وأعطى أهمية كبرى للتفكير النقدي، مشدداً على أنه “إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام، فأنت نفسك لم تفهمها بعد.”
وفي النهاية، نجد أن آينشتاين لم يكن فقط عالماً عظيماً، بل كان أيضاً مفكراً عميقاً، اتسمت آراؤه بالتحدي للافتراضات التقليدية، داعياً دوماً إلى التفكير النقدي والفهم العميق.