سبب للشعور بالبرودة في الحرم المكي

يعتبر نظام التبريد في الحرم المكي أحد أبرز آليات الراحة التي تم تصميمها بعناية لضمان تجربة مريحة لضيوف الرحمن. على الرغم من درجات الحرارة العالية التي تلامس الأربعين درجة مئوية في أوقات الحج، إلا أن الشعور بالبرودة الذي يُختبر في داخل الحرم يعود إلى هذا النظام المتطور. في هذا المقال، سنلقي الضوء على كيفية عمل التبريد داخل الحرم المكي وتفاصيل المحطات التي تدعمه.
آلية التبريد في مكة
تم الكشف عن وجود نفق تحت الأرض يربط بين المحطتين المخصصتين للتبريد في المسجد الحرام. حيث يبلغ قطر نفق محطة الشامية 12 قدمًا وعمق 10 أقدام، مما يمكّن مركبات الصيانة المتخصصة من التنقل بسهولة. أما نفق محطة أجياد، فيبلغ قطره 8 أقدام وعمق 10 أقدام، ويحتوي على مجموعة من الأنابيب لتوصيل المياه المبردة إلى الحرم وإعادة المياه الساخنة للمحطة لتبريدها مرة أخرى. تعمل المبردات على خفض درجة حرارة المياه بمعدل أربع أو خمس درجات مئوية، ثم يتم ضخ هذه المياه عبر الأنابيب إلى وحدات معالجة الهواء في قبو الحرم وسقف المسعى، مما يضمن توزيع الهواء البارد في جميع أنحاء المكان.
التبريد في الحرم المكي
كشف المسؤولون عن محطة التبريد في الحرم المكي عن زيادة عدد الفنيين المشرفين على المحطتين خلال موسم الحج بنسبة تصل إلى 25%، لضمان التعامل السريع مع أي حالات طارئة وفحص سلامة المبردات ووحدات مناولة الهواء. في الأوقات العادية، يعمل 85 مهندسًا وفنيًا على مدار 24 ساعة لصيانة محطة التبريد ووحدات الهواء، ويزداد هذا العدد في مواسم الذروة مثل شهر رمضان وموسم الحج. حيث أن محطة الشامية تُعتبر ثاني أكبر محطة تبريد على مستوى العالم، بقدرة تبريد تصل إلى 120 ألف طن، تكفي لتبريد 12 ألف شقة متوسطة الحجم.
محطة أجياد التقليدية تُعتبر أيضًا من المحطات المهمة، حيث تبلغ قدرتها 39 ألف طن، مما يحقق تبريد يساوي 3 آلاف شقة متوسطة. وهي مجهزة بتقنيات حديثة تتضمن ثلاثة مبردات ذات الطرد المركزي بقوة تصل إلى 9 آلاف حصان لكل مبرد، مما يساعد على تقليل الضوضاء واستهلاك الطاقة بمعدل يصل إلى 30%، ويضمن كفاءة عملية التبريد في كافة الظروف المناخية.
وبحسب تصريحات الدكتور مهند الشيخ، الرئيس التنفيذي للجهة المشغلة، فإن المحطة الأولى في منطقة الشامية، التي تبعد 900 متر عن المسجد الحرام، تم تشغيلها منذ ثلاثة أعوام وتكاد تكون جميع الأعمال بها قد اكتملت. بينما المحطة الثانية في منطقة أجياد، التي تقع على بعد 500 متر عن المسجد الحرام، تم تشغيلها منذ خمسة أعوام وتشترك في تحقيق معدل تبريد متكامل بعد أن تم تصميمهما بشكل يجعلها تعمل كوحدة واحدة لضمان الكفاءة العالية.
يتواجد فريق الصيانة في المحطتين وأيضًا داخل الحرم المكي باستمرار، لمراقبة كفاءة التشغيل والتبريد. حيث يقومون بفحص وصيانة المعدات لضمان حل أي مشكلات بسرعة، مما يساعد على تجنب أي تأثر في تجربة الزوار، خاصةً أثناء أوقات الذروة التي تشهدها الحرم.
بواسطة Sarah Essam