شجاعة القلب

التركيب الوظيفي للقلب
يعد القلب من الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث يتكون من أربع صمامات وأربع حجرات. تتضمن هذه الحجرات بطينًا أيمن وبطينًا أيسر، بالإضافة إلى أذين أيمن وأذين أيسر، حيث لكل جزء منها دوره الحيوي. يتولى البطين الأيمن مهمة ضخ الدم إلى الرئتين، في حين تلعب الأذينات دورًا هامًا في تنظيم نبض القلب.
أمراض القلب وعوامل الخطر
تُعتبر أمراض القلب متنوعة وشائعة، وغالباً ما تنجم عن تصلب الشرايين، أو اضطرابات في إيقاع القلب، أو مشكلات في الصمامات، أو ضعف عضلة القلب. وتتعدد أسباب هذه الأمراض، منها ما هو وراثي ومنها ما يرتبط بعادات غير صحية مثل التدخين وسوء التغذية. يُقسم الكولسترول الموجود في الجسم إلى نوعين الكولسترول النافع (HDL) والكولسترول الضار (LDL). يُعتبر الكولسترول النافع مفيدًا للصحة ويمكن الحصول عليه من مصادر غذائية مثل اللوز، والجوز، وزيت السمك، في حين يُسهم الكولسترول الضار الموجود في الدهون المشبعة والأطعمة الدسمة في زيادة مخاطر الإصابة بمشكلات قلبية.
فشل القلب وأنواعه
تُعرف قوة القلب بناءً على كمية الدم التي يقوم بضخها للجسم مقارنةً بالكمية المتبقية فيه، حيث النسبة الطبيعية تتراوح بين 50% و75%. وعندما يواجه القلب صعوبة في ضخ الدم، يُعرف ذلك بفشل القلب، الذي ينقسم إلى نوعين الفشل الانقباضي والذي ينتج عن ضعف البطين الأيسر، والفشل الانبساطي الذي يحدث بسبب عدم قدرة القلب على الاسترخاء، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين.
أسباب وعوامل فشل القلب
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى فشل القلب، ومنها السمنة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى العوامل السلبية مثل الإدمان على الكحول، واستخدام بعض أدوية السرطان. تشير الدراسات إلى أن أمراض الشرايين التاجية تمثل السبب الرئيس في نحو 60% من حالات فشل القلب، بالإضافة إلى أمراض كهربية القلب والالتهابات الفيروسية، والجهد النفسي.
الفشل القلبي الحاد وتأثيراته
يمكن أن يتجلى الفشل القلبي بشكل حاد، مما يسبب تراكم السوائل بشكل سريع في الرئتين والجسم. تُعزى هذه الحالة إلى ارتفاع ضغط الدم بصورة مفاجئة، إضافةً إلى تناول كميات كبيرة من الملح والسوائل، كما تلعب الجلطات القلبية دورًا في ذلك. يعاني مرضى فشل القلب من تجمع السوائل في الجسم، مما يزيد من تفاقم الحالة.
تشخيص وعلاج فشل القلب
يتم تشخيص فشل القلب من خلال الفحص السريري، وتصوير الأشعة السينية، وتخطيط القلب الكهربائي، وأيضاً باستخدام تقنية تصوير صدى القلب. يعتمد العلاج على تصنيف المريض؛ فالصنف الأول لا يظهر عليه أي أعراض، بينما يعاني الصنف الثاني من أعراض بسيطة عند القيام بمجهود معتدل. أما الصنف الثالث فيعاني من أعراض حتى عند القيام بمجهود بسيط، بينما يعاني الصنف الرابع من أعراض شديدة حتى في حالة الراحة. تشمل الأعراض ضيق التنفس، وصفير عند التنفس، الدوار، وتورم الأطراف السفلية.
بناءً على الفحص والتشخيص، يتم تحديد العلاج المناسب، والذي قد يتراوح بين استخدام موسعات الأوعية أو مدرات البول، واحتياج بعض المرضى إلى دخول المستشفى أو حتى زراعة قلب جديد. تجدر الإشارة إلى أن المرضى الذين يعانون من فشل القلب الحاد مع قدرة قلبية تقل عن 35% يكونون عرضة لخطر الموت المفاجئ.