ضغط الدم الطبيعي لدى الإنسان

وظيفة القلب وأهمية ضغط الدم
القلب هو عضو عضلي يعمل بصورة تلقائية، حيث يقوم بسلسلة من الانقباضات والانبساطات المنتظمة. خلال مرحلة الانقباض، يتم ضخ الدم عبر الأوعية الدموية المعروفة بالشرايين، ليصل إلى جميع خلايا الجسم بهدف تزويدها بالغذاء والأكسجين. الأسطح الداخلية لهذه الشرايين تأخذ لوناً أحمر قان بسبب احتواء الدم على خلايا الدم الحمراء الغنية بالأكسجين. بعد ذلك، يحدث انبساط القلب، مما يسمح بإعادة الدم من الخلايا عبر الأوردة، التي تظهر بلون أزرق نتيجة احتوائها على خلايا الدم الحمراء المشبعة بثاني أكسيد الكربون كناتج ثانوي من عمليات الأيض في الجسم. يتسبب هذا التنقل في تكوين ضغط الدم، حيث يمكن الشعور بالانقباض من خلال النبض عند معصم اليد، بينما تمثل الفترة التي لا يوجد فيها نبض الانبساط، وكلا العمليتين تحدثان بسرعة كبيرة.
ضغط الدم وعوامل قياسه
يتميز القلب بوجود كمية معينة من الضغط يجب العمل بها لتحقيق أفضل النتائج، فالقوة المناسبة ضرورية لضمان تدفق الدم إلى الخلايا واستعادته بكفاءة. أي انخفاض في الضغط يمكن أن يؤدي إلى عدم تزويد الخلايا بالكميات الكافية من الدم، مما يسبب ضعفها وتلفها في بعض الحالات. في المقابل، زيادة ضخ الدم بشكل مفرط قد يؤدي إلى أضرار ميكانيكية نتيجة الضغط الهيدروليكي. ولذلك، تتجلى أهمية المحافظة على مستوى ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، والتي تقاس بالملي متر زئبقي. ومن المعايير الرئيسية لقياس ضغط الدم
- الضغط الانقباضي وهو الضغط الذي يمارسه الدم على جدران الشرايين أثناء انقباض القلب، وينبغي أن يكون قريباً من 120 ملم زئبقي.
- الضغط الانبساطي وهو الضغط الذي يمارسه الدم على الشرايين أثناء فترة استرخاء القلب، ويجب أن يكون قريباً من 80 ملم زئبقي.
تُقاس هاتين القيمتين معاً، وتظهر على الشاشة الإلكترونية للجهاز كمجموعة كسرية، حيث يمثل الرقم العلوي الضغط الانقباضي والسفلي الضغط الانبساطي.
التغيرات في ضغط الدم وأهمية القياس المتكرر
من المهم الإشارة إلى أن ضغط الدم قد يتغير من وقت لآخر، وفي بعض الحالات من دقيقة إلى أخرى، تبعًا لعدة عوامل، منها
- الوقت من اليوم.
- حالة الجسم، مثل الراحة أو ممارسة النشاط البدني.
- طبيعة النظام الغذائي، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تناول القهوة إلى ارتفاع الضغط.
- التدخين، حيث يساهم بشكل ملحوظ في زيادة ضغط الدم.
لذلك، قبل تقييم حالة ضغط الدم وما إذا كان مرتفعاً أم لا، يجب تكرار القياس على مدار عدة أيام وفي أوقات متنوعة، مع مراعاة تجنب الجهد البدني أو تناول مشروبات تزيد من الضغط. إذا تكررت قراءة الضغط بمعدل 140/90 ملم زئبقي أو أعلى، فهذا يشير إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يتطلب البدء في علاج مناسب يتضمن تعديل النظام الغذائي واستخدام بعض الأدوية التي يصفها الطبيب. في حال كانت القراءات تقع بين المعدل الطبيعي ومعدل الارتفاع، تُعرف هذه الحالة بالمرحلة ما قبل المرضية، مما يتطلب متابعة مستمرة لضغط الدم وتغيير نمط الحياة.
فيما يتعلق بحالات انخفاض ضغط الدم، فإن الأمر يستدعي أيضاً البحث عن الأسباب ومعالجتها، حيث غالباً ما يكون ذلك ناتجاً عن نقص في كمية الدم بسبب الجفاف أو تناول الأدوية التي تعزز الإدرار. ويجب أن نذكر أن انخفاض أو ارتفاع أحد النوعين من الضغط (الانقباضي أو الانبساطي) لا يعني بالضرورة انخفاض الآخر، حيث يمكن أن يحدث ارتفاع لأحدهما مع بقاء الآخر في المعدل الطبيعي، أو العكس.