طريقة تصنيع حليب الأم

حليب الأم نعمة غذائية للرضع
حليب الأم هو الحليب البشري الذي يتم إنتاجه في ثدي الأم عند حدوث الحمل. يمثل هذا الحليب المصدر الأساسي والوحيد لتغذية الطفل الرضيع حتى بلوغه أربعة أشهر، حيث تكون معدته قادرة على هضم مكونات حليب الأم فقط. يعد حليب الأم من مظاهر رحمة الله بالرضيع، وتجدر الإشارة إلى أن فترة الرضاعة الطبيعية تستمر حتى عامين، لكن يمكن إدخال الأطعمة الصلبة بجانب حليب الأم في تلك الفترة.
يتم إنتاج حليب الأم من خلال مجموعة من العمليات المعقدة التي تحدث داخل جسم الأم. تُعرف أول رضعة يحصل عليها الطفل بـ "اللبأ"، والذي يتميز بغناه بالبروتينات قليلة الدسم وقوامه الكريمي. ويحتوي أيضًا على مادة الغلوبيولين المناعي، التي تساهم بشكل كبير في مكافحة الأمراض التي قد تصيب الطفل. يُنتَج الحليب الفعلي بعد مرور ثلاثة أيام من الولادة، حيث يتم إفراز هرمون البرولكتين بالمستويات المناسبة في الدم.
التغيرات الفسيولوجية خلال الحمل
في الجزء الثاني من الحمل، يحدث تضخم في الثدي وقنوات الحليب نتيجة لزيادة مستوى هرمون البرولكتين، الذي يتم إفرازه من الغدة النخامية. إلا أن مستويات هذا الهرمون تكون منخفضة، مما يؤدي إلى ظهور بعض قطرات الحليب خلال هذه الفترة.
بعد خروج المشيمة من جسم الأم، تنخفض مستويات هرموني البروجيستيرون والأستروجين، مما ينشط الغدة النخامية لإفراز كميات أكبر من البرولكتين. هذا التحول يزيد بشكل كبير من إنتاج الحليب في ثدي الأم. يُلاحظ أيضًا أن هرموني البروجيستيرون والأستروجين لهما تأثير مثبط على إفراز البرولكتين من الغدة النخامية.
تتكون الحويصلات الهوائية، والتي تمثل المنتج الرئيسي للحليب، من أكياس صغيرة تشبه في شكلها عنقود العنب. تحاط هذه الحويصلات بمجموعة من العضلات الصغيرة، التي تعمل على دفع الحليب إلى القنوات الصغيرة المتصلة بها عند حدوث الضغط عليها. ويتزايد حجم هذه العضلات خلال فترة الحمل.
يتم نقل الحليب من الحويصلات إلى القنوات الرئيسة الناقلة للحليب عبر القنوات الصغيرة المتصلة بها.
تتشكل قنوات الحليب الرئيسية ضمن شبكة متداخلة ومعقدة داخل الثدي. تقوم هذه القنوات بنقل الحليب من الحويصلات إلى رأس الحلمة، حيث يحتوي كل ثدي على ما يقارب التسع قنوات رئيسية، التي تزداد حجمًا خلال فترة الحمل.
- يقوم الطفل بمص الحليب المتواجد في رأس الحلمة، مما يرسل إشارات عصبية إلى الغدة النخامية لتحفيز إفراز مزيد من هرمون البرولكتين. هذا بالتالي يحفز الحويصلات على إخراج الحليب المحتجز داخلها.
بذلك، يظهر حليب الأم كعامل حيوي لتغذية الرضع والأهمية الكبيرة لعوامل الجسم في إنتاجه وتوزيعه بشكل فعال.