عيد التحرر اللبناني

عيد التحرر اللبناني

ذكرى الاستقلال اللبناني

يحتفل اللبنانيون في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام بذكرى يوم الاستقلال، وهو يوم مخصص لتأمل إنجازات الحكومة الوطنية التي كافحت من أجل تحرير رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح. في صباح ذلك اليوم من عام 1943، أقرّت الحكومة الفرنسية استقلال لبنان الكامل، وهو ما شكل علامة فارقة في تاريخ البلاد.

خلفية تاريخية

مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، أعلن الشريف الحسين بن علي عن تأسيس دولة عربية تضم الدول التي تحررت من الحكم العثماني. في ذلك الوقت، كانت المنطقة التي تشمل لبنان تتبع المملكة العربية الجديدة وفقاً لاتفاقيات الحسين-مكماهون. ومع ذلك، انتدبت فرنسا حكم لبنان بموجب اتفاقية سايكس-بيكو، حيث طُلب من الشعوب العربية أن تحدد مصيرها، مما أدى إلى مطلب مسيحي لبناني بإنشاء دولة مستقلة تحت حماية فرنسية.

بينما تباينت آراء المسلمين في لبنان، حيث عبروا عن رفضهم لقيام دولة وطنية لبنانية لأسباب عدة، مثل

  • الرغبة في الانضمام إلى دولة عربية بقيادة الأمير فيصل تضم سوريا الكبرى (سوريا، فلسطين، الأردن، لبنان، والعراق).
  • الامتعاض من أي انتداب أوروبي، والرفض للخضوع لسلطته.

تحولات سياسية

رفضت الحركة الوطنية السورية وزعماؤها المسيطرون في لبنان الاعتراف بالكيان اللبناني. في أوائل الثلاثينيات، جرت مفاوضات بين هذه الحركة والحكومة الفرنسية، والتي عرضت الاعتراف باستقلال كل من سوريا ولبنان مقابل تسليم الحركة الوطنية السورية للكيان اللبناني. وافق ممثلو الحركة على هذا الشرط، مما أدى إلى انقسامات داخل صفوف "الوحدويين" الذين كانوا من السياسيين المسلمين في لبنان. نشأت أعداد منهم كخير الدين الأحدب، ليبحثوا عن طرق للتوفيق بين ولائهم للقومية العربية والاعتراف بالكيان اللبناني، وتشمل هذه الشخصيات بشارة الخوري ورياض الصلح.

صيغة الاستقلال

بين عامي 1930 و1943، تطورت صيغة الاستقلال بين شخصيات مثل بشارة الخوري ورياض الصلح، حيث تحولت إلى ما يعرف بـ"الميثاق الوطني اللبناني". استندت هذه الوثيقة إلى معادلة تتطلب من المسيحيين التخلي عن مطلب الحماية الفرنسية، مقابل تخلي المسلمين عن الانضمام إلى الكيان العربي.

الأحداث المؤدية للاستقلال

مع تحكم الفرنسيين بالعديد من المواقع الاستراتيجية في لبنان خلال الحرب العالمية الثانية، تقدمت الحكومة اللبنانية بطلب لتعديل الدستور لينسجم مع الوضع الراهن، ورُفِع هذا الطلب بدعم بريطاني. في الحادي والعشرين من سبتمبر من نفس العام، أصبح بشارة الخوري رئيساً للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات، وأعلن تشكيل حكومته برئاسة رياض الصلح.

هذا القرار قوبل بتحدٍ من المفوض السامي الفرنسي، الذي قام بتعليق الدستور واعتقال بشارة الخوري والعديد من الشخصيات الوطنية. في تلك الأثناء، اجتمع الأمير مجيد أرسلان مع مجموعة من المسؤولين في قرية بشامون، حيث شكلوا حكومة مؤقتة ورفعوا العلم اللبناني المعروف بشكله الحالي، مما أدى إلى استقلال لبنان في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1943.

بعد حصول لبنان على استقلاله، شارك في تأسيس هيئة الأمم المتحدة عام 1945، وكذلك جامعة الدول العربية في عام 1947، مما شكل انطلاقة جديدة لبناء دولة ذات سيادة.