عيد العرش في المغرب

عيد العرش في المغرب

عيد العرش في المغرب احتفالية وطنية تجسد الهوية المغربية

يُعتبر عيد العرش في المغرب مناسبة وطنية مميزة تُحتفل بها سنويًا في 30 يوليو. يعود أصل الاسم إلى ذكرى تتويج الملك وبيعته الرسمية. في عام 1999، أُعلِنت البيعة الملكية للملك محمد السادس بن الحسن في هذا التاريخ، حيث احتفل الشعب المغربي بترقيته إلى العرش كملك رسمي. يكتسب هذا العيد أبعادًا تاريخية أيضًا، فقد كان يُحتفل به سابقًا كجزء من ثلاث مناسبات في شهر نوفمبر، تشمل عودة الملك محمد الخامس من المنفى في 16 نوفمبر، عيد الانبعاث في 17 نوفمبر، ثم عيد العرش في 18 نوفمبر، قبل أن يتقرر الاعتماد على 30 يوليو للاحتفال رسميًا.

في هذه الذكرى، يوجه الملك خطابًا رسميًا مُتلفزًا يستعرض فيه الإنجازات التي تحققت خلال العام المنقضي، بالإضافة إلى تقديم رؤيته للمستقبل. يُطلق على هذا العرض العملي "خطاب العرش"، وهو يُعتبر مرجعًا ملزمًا لجميع مواطني البلاد بجميع مؤسساتهم؛ كونه صادرًا من الملك مباشرة.

ميداليات تقديرية ومناسبات خاصة

تُعقد مراسم خاصة في هذا اليوم حيث يمنح الملك أوسمة ملكية لعدد من الشخصيات الوطنية والدولية، كتكريمٍ لجهودهم وإخلاصهم للمملكة المغربية. تتنوع الأوسمة وفقاً للدرجات، حيث تشمل

  • الوسام العالي للأكاديمية الكبرى، وهو أو علامة العلاج للدرجة الممتازة، يُمنح حصريًا لرؤساء الدول.
  • وسام القائد، الذي يُعبر عن الدرجة الثانية من أوسمة العرش.
  • الوسام الضابط، وهو وسام من الدرجة الثالثة.
  • الوسام الفارس، الذي يعكس الدرجة الرابعة.

الاحتفالات الملكية والدعوات الرسمية

على هامش الاحتفالات، يُدعى كبار الشخصيات من السلكين الدبلوماسي والحكومي، بالإضافة إلى ممثلين من مجالات الثقافة والاقتصاد والسياسة، لحضور مأدبة ملكية تُقام في نفس اليوم. تقدّم المأدبة بوصفها حالة خاصة، سواء كانت عشاءً أو مائدة إفطار إذا تزامن العيد مع شهر رمضان.

يوم 31 يوليو، يتبع الملك بتوجيه خطاب يتناول فيه القضايا العسكرية كقائد أعلى للقوات المسلحة الملكية. يتضمن هذا اليوم أيضًا مراسم يؤدي فيها الضباط الخريجون القسم أمامه، حيث يُظهرون التحيات العسكرية. كما يترأس الأمير مولاي رشيد مأدبة احتفالية لضباط الجيش في نادي الضباط.

طقوس المبايعة

قبل كل ذلك، يُمارس الملك مراسم بيعته على الأمة، حيث يرتدي لباسًا تقليديًا ويقود فرسه في موكب يُعرف بـ"المشوار السعيد" عبر الشارع الرئيسي المجاور للقصر. يتبعه خدام القصر والفرسان، ويتلقى تحية الولاء من الشعب، يقوم مقدم الاحتفال بترديد عبارات المبايعة المعهودة. ومن الملاحظ أن المواطنين لا يركعون في هذه الطقوس، بل يقفون في صفوف منظمة مسبقًا لتقديم الولاء للملك، مما يعكس الاحترام والتقدير المتبادل بين الملك وشعبه.