عيد ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

احتفالات المولد النبوي الشريف في العالم الإسلامي
يحتفل العالم الإسلامي سنويًا بمولد خاتم الأنبياء والرسل، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يختلف موعد الاحتفال بحسب الطوائف إذ يحتفل أهل السنة بمولده في 12 ربيع الأول، بينما يحتفل الشيعة به في 17 ربيع الأول. تتضمن هذه الاحتفالات تعزيز قراءة سيرته الشريفة والتوسع في ذكر أعماله العظيمة، بالإضافة إلى زيادة الصلاة عليه وإقامة الولائم التي غالبًا ما تهدف لمساعدة الفقراء وتقديم الطعام لهم.
آراء العلماء حول الاحتفال بالمولد
من الجدير بالذكر أن هناك عددًا من العلماء الذين أبدوا معارضة للاحتفال بهذا اليوم، معتبرين إياه من البدع. من بين هؤلاء العلماء ابن تيمية والشاطبي وتاج الدين الفاكهاني، حيث أكدوا على عدم وجود أي دليل في الكتاب أو السنة يجيز الاحتفال بالمولد النبوي، مما يستدعي الامتناع عن هذه الاحتفالات.
تاريخ الاحتفالات بالمولد النبوي
يعتبر الفاطميون أول من احتفل بهذا اليوم، كما أشار الأستاذ السندوبي. واستمر احتفالهم بالموالد خلال عصرهم حتى عام 488 هجري، عندما أصدر الخليفة المستعلي بالله أمرًا بمنع أربعة احتفالات منها الاحتفال بالمولد النبوي ومولد السيدة فاطمة الزهراء.
الاحتفالات في بعض الدول الإسلامية
الدولة الأيوبية شهدت الدولة الأيوبية احتفالاً منتظمًا بالمولد النبوي خلال حكم السلطان صلاح الدين، حيث كانت تُخصص مبالغ ضخمة ونادراً ما تُذبح الأنعام والبقر والأغنام وتُطهى لتقديمها للناس، بالإضافة إلى إنشاد الأناشيد وتقديم المواعظ.
الدولة العثمانية عُرف عن العثمانيين احتفالهم بالمولد بأسلوب مميز، حيث يرتدي كبار الدولة زيًا رسميًا مع أوسمة ويذهبون إلى جامع العظماء في 12 ربيع الأول. وعند وصول السلطان، يدخلون الجامع ثم يبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن وسرد قصة مولد النبي مع إنشاد الأناشيد. أما في اليوم التالي، يقوم كبار الدولة بتهنئة السلطان.
- دول المغرب الأقصى كان الاحتفال يبدأ في أول أيام ربيع الأول تحت قيادة السلطان أحمد المنصور، الذي كان يجمع المؤذنين من كافة أراضي المغرب لتطريز أفخم الملابس. وعند حلول 12 ربيع الأول، يظهر السلطان للجمهور ليستمعوا إلى المواعظ وقصص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعقب ذلك تبدأ الأشعار والمدائح ليُختتم الاحتفال بتقديم الطعام.
مظاهر الاحتفال في العصر الحديث
تتضمن احتفالات المولد النبوي بعض الممارسات الحديثة منها
- إغلاق المؤسسات الحكومية والخاصة في الكثير من الدول الإسلامية مثل الأردن والسعودية والإمارات وفلسطين.
- تعزيز عرض السيرة النبوية من خلال البرامج التلفزيونية.
- توزيع الحلوى والطعام ضمن فعاليات احتفالية من قبل الحكومات أو من أفراد المجتمع.
تعدّ هذه الاحتفالات بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم رمزًا لوحدة الأمة الإسلامية وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمعات.