فضل صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء

أهمية شهر محرم
يُعتبر شهر محرم من الأشهر العظيمة في الإسلام، حيث يأتي كأول شهور السنة الهجرية ويُصنف ضمن الأشهر الحرم الأربعة المعظمة. يقول الله في القرآن الكريم "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم". هذا التصنيف يعكس حرمة هذا الشهر وأهميته الكبيرة. خلال هذا الشهر، يُضاعف الثواب عن الأعمال الصالحة، وتُعظم الآثام، مما يهيء الفرصة للمسلمين للرجوع إلى الله. ومن السنة المؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صيام اليومين التاسع والعاشر من هذا الشهر.
فضل صيام عاشوراء
يُعتبر شهر محرم من أفضل الأشهر للصيام، ويُقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر "أفضل الصيام بعد رمضان هو شهر الله المحرم". ويتزامن اليوم العاشر من محرم، المعروف بعاشوراء، مع حدث تاريخي هام، حيث نجا سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون. وقد صام سيدنا موسى وكذلك النبي محمد عليه الصلاة والسلام شكراً لله على هذه النعمة. وتعود ممارسة صيام يوم عاشوراء إلى عصر ما قبل البعثة النبوية، تأسيًا بسيدنا إبراهيم عليه السلام. وقد أوصى النبي كذلك بصيام اليوم التاسع (تاسوعاء) لمخالفة اليهود، ويستحب الإكثار من الصيام في هذا الشهر لما له من فضل عظيم.
المنافع الروحية لصيام عاشوراء
أشار الإمام النووي إلى أن صيام يوم عاشوراء يكفر الصغائر من الذنوب شريطة اجتناب الكبائر، ويُعتبر وسيلة لتكفير ذنوب العام كاملاً. كما ينال المسلم بممارسته لهذا الصيام الحسنات وترتقي درجاته في الآخرة.
مسألة القضاء والنوافل
تباينت آراء العلماء حول جواز صيام النوافل قبل قضاء الصيام المفروض. فقد أجاز بعضهم القيام بذلك، نظرًا لعدم تحديد وقت معين للقضاء، بينما شدد آخرون على أهمية إنهاء صيام رمضان أولاً. هذا يتيح الفرصة للمسلم لأداء صيام يوم عرفة وتاسوعاء وعاشوراء دون ضغط، إذ يمكن صيامها بنية القضاء.
السُنن والممارسات في يوم عاشوراء
وضع بعض الفقهاء سننًا متعددة ليوم عاشوراء، مثل الاغتسال والكحل والمصافحة. بينما شهدت بعض الممارسات الأخرى انحرافًا، مثل الحزن الشديد وضرب الذات، وهو ما لم يُمارَس في زمن النبي أو الصحابة. وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه الممارسات ليست من السنة، حيث تحولت بعض الطوائف إلى جعل يوم عاشوراء مناسبة حزينة. وفي المقابل، هناك من اعتبره مناسبة للاحتفال وتوزيع الطعام والحلويات، لكن كلا الاتجاهين يفتقر إلى القاعدة الشرعية الواضحة.