كيفية أداء المرأة لصلاة العيد في المنزل

تُعَد صلاة العيد من الشعائر الإسلامية التي فُرضت في السنة الأولى من الهجرة، وقد اختلف الفقهاء في حكمها، حيث اعتبرها البعض سنة مؤكدة، بينما رأى آخرون أنها فرض كفاية، في حين اعتبرها فريق ثالث فرض عين. تُقام صلاة العيد في صباح اول يوم من عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء بالخروج لأداء هذه الصلاة. وقد روت أم عطية رضي الله عنها عن الرسول قوله “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين”. وعندما سألت “يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب”، قال “لتلبسها أختها من جلبابها”.
يُفضل عند أداء الصلوات المفروضة أن تبقى المرأة في منزلها، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أهمية خروج النساء لأداء صلاة العيد. يُفترض أن تحضر النساء مع أزواجهن وأن يصلين في مصلى العيد، وفصلن عن الرجال، مع مراعاة شروط الحشمة وعدم الابتذال في الملبس. وقد أوضحت الأحاديث النبوية صحة مشروعية خروج النساء لأداء صلاة العيد، بلا تمييز في ذلك بين الشابات أو الكبار، العذراء أو المتزوجة، ما عدا النساء اللاتي في عدة أو اللاتي قد تثير وجودهن الفتنة.
لا توجد نصوص صريحة تدلل على مشروعية أداء صلاة العيد في المنازل، إذ دلت الأحاديث على ضرورة خروج النساء للصلاة في مصلى العيد خلف الرجال، مما يُعد سنة يجب اتباعها، بينما لم يرد في النصوص ما يؤيد أداءها في المنزل بشكل قاطع.
عند حضور صلاة العيد، يُستحسن الالتزام ببعض الآداب التالية
- تجنب التطيب والتبرج.
- ارتداء الملابس الشرعية التي لا تثير الانتباه.
- تجنب لفت الأنظار بالمشي أو المحادثات الجانبية.
- تناول بعض التمرات قبل الخروج لأداء الصلاة.
صلاة العيد تتكون من ركعتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. كان الرسول يبدأ عادةً بالصلاة في المسجد، ثم يعقبها بخطبة يتناول فيها بعض الموعظات للنساء حول ما يحثهن الله عليه وما ينهاهن عنه. تتضمن الصلاة في الركعة الأولى سبع تكبيرات، ويتبع ذلك خمس تكبيرات في الركعة الثانية، بجانب قراءة سورة الفاتحة وسورة (ق) في الركعة الأول، بينما تُقرأ في الركعة الثانية “اقتربت الساعة وانشق القمر” حتى نهاية السورة. وفي بعض المناسبات، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الأعلى والغاشية، وحرص على أن يقرأ الإمام سورًا يسهل على الجمهور معرفتها. استمرت سنة الصلاة بهذا النهج (الصلاة ثم الخطبة) حتى عهد مروان أمير المدينة، حيث روى أبو سعيد أن مروان بدأ الخطبة قبل الصلاة، مما دفعه إلى القول “ما كنا نصلي هكذا”، فأجابه مروان “إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فقررت أن تكون قبل الصلاة”، كما ورد في صحيح البخاري.