كيفية أداء صلاة الوتر بالتفصيل

فضل صلاة الوتر

تُعد صلاة الوتر من السنن المؤكدة التي يؤديها المسلم تعبيراً عن قربه إلى الله تعالى. فهي صلاة تطوعية، ولا يُعتبر المسلم آثماً إذا لم يقم بأدائها. وقد اتفق العلماء على أن وقتها يبدأ بعد صلاة العشاء ويمتد إلى ما قبل أذان الفجر. فقد روى أبو بصرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر" (رواه أحمد). ومن المستحب تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل، حيث إن قيام الليل يعتبر من الأعمال المفضلة.

عدد ركعات صلاة الوتر

لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم عدد ركعات صلاة الوتر بدقة، فقد كان يقوم بأدائها بثلاث أو خمس أو سبع ركعات. وقد وُثّق عن الرسول أنه أوتر حتى بثلاث عشرة ركعة. وإذا أراد أحدهم أن يصلي بأكثر من هذا فلا حرج في ذلك، حيث ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قام بأداء واحد وعشرين ركعة. من المُحبب أن يكون هناك بعض التخفيف في عدد الركعات عند كثرته، من خلال تقليل القراءة والركوع والسجود.

كيفية أداء صلاة الوتر

تُصلى صلاة الوتر بعد ركعتي السنة الخاصة بالعشاء أو أثناء الجوف ليلاً، حتى قبل أذان الفجر. عند القيام في الركعة الأولى، يُستحب أن ينوي المصلي التكبيرة ثم يبدأ بقراءة سورة الفاتحة، ويمثل قراءة سورة "الأعلى" اختيارًا مفضلًا. بعد ذلك، يُركع كما يفعل في الصلوات العادية، ويقول "الله أكبر" أثناء النهوض من الركوع. تُتبع الركعة بسجدتين، وبعد انتهاء السجدتين، ينهض ليؤدي الركعة الثانية، حيث يُفضل أن يقرأ سورة "الكافرون".

يجوز لبعض الأئمة أن يُسلّم بين كل ركعتين، مما يجعله يختم الصلاة بركعة واحدة تُسمى الوتر. وفي الركعة الأخيرة، يُحبذ قراءة سورة "الصمد"، مع الدعاء في هذه الركعة كونها الأخيرة. يمكن الدعاء في الركعة الأخيرة قبل الركوع أو بعده، مثل الدعاء المعروف "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك…". بعد الانتهاء من الدعاء، يُركع ويكمل الصلاة.

قضاء صلاة الوتر

ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من نام عن وتره أو نسيه فليصليه إذا ذكره" (رواه أبو داود). وبالتالي، يمكن للمسلم أن يقضي ركعات الوتر نهارًا إذا تذكر أنه لم يقم بأدائها في الليل. فإذا كانت عادتك أداء الوتر بثلاث ركعات، يمكنك قضاؤها بأربع ركعات بتسليمتين. وإذا كنت تؤدي الوتر بخمس ركعات، فيمكنك قضاؤها بست ركعات بتسليمات ثلاث.