كيفية أداء صلاة الوتر بشكل صحيح

فضل الصلوات الخمس
إن من نعم الله علينا أن فرض علينا أداء الصلوات الخمس، التي تمثل جنة المؤمن وسبيل راحته وسعادته. لا يشعر بحلاوة هذه الطاعات إلا من قام بها بصدق وإخلاص، ومما يُحزن القلب هو حرمان أولئك الذين يتجاهلونها. علاوة على الفريضة، أكرمنا الله بسُنَنِهِ ونَوَافِلِهِ، وكلما اجتهد العبد في القيام بها، ازداد قربًا من خالقه، وتعززت عواطفه تجاهه. وكما أن لكل شيء بداية ونهاية، تتبع الصلوات أيضًا هذا النمط، حيث تبدأ يومنا بصلاة الفجر، ثم تنتقل إلى الظهر، فالعصر، فالمغرب، فتكون دعوة الختام بصلاة العشاء، لنختتم يومنا بصلاة الوتر في الليل.
أهمية صلاة الوتر
تعتبر صلاة الوتر من أعظم السنن وأفضلها بعد الصلوات المفروضة؛ إذ يمكن أداؤها بعد صلاة العشاء مباشرة، وحتى قبيل الفجر. وإن كان من الأفضل أداؤها في الثلث الأخير من الليل، فإن لمن يخشى أن ينسى أو لا يستيقظ، يُفضَّل له أداؤها في أول الليل، فهي سنة مؤكدة يجب على المؤمن الالتزام بها، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يحرص عليها سواء في السفر أو في الحضر.
كيفية أداء صلاة الوتر
تبدأ صلاة الوتر بركعة واحدة كحد أدنى، وليس هناك حد معين لعدد الركعات المسموح بها. ما يُشترط هو أن تكون عدد الركعات فردية، فقد تتكون من ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو خمس، وهكذا. والصلاة التي يؤديها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تتألف من إحدى عشرة ركعة.
أسلوب أداء الصلاة
تتم صلاة الوتر بأسلوب مثنى، وذلك بمعنى أداء ركعتين ركعتين. وطريقة أدائها تتبع نفس خطوات أي صلاة أخرى، بما في ذلك الطهارة من خلال الوضوء، وقراءة سورة الفاتحة، ثم تلاوة ما يتيسر من القرآن، والركوع والسجود، والتشهد. بالإضافة إلى ذلك، في الركعة الأخيرة، يُستحب دعاء القنوت بعد الركوع. وقد اختلف العلماء في حكم هذا الدعاء بين الجواز والاستحباب والوجوب.
دعاء القنوت
من الأمثلة على دعاء القنوت “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، وإنه لا يعز من عاديت، ولا يذل من واليت، تباركت وتعاليت، فلك الحمد على ما قضيت، أستغفرك ربي العظيم وأتوب إليك”.
قضاء صلاة الوتر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله زادكم صلاة، فاحرصوا عليها، وهي الوتر”. وفي حال فوات صلاة الوتر في وقتها، يُستحب قضاؤها خلال النهار لاستيفاء ثوابها. فإذا نسي المؤمن صلاة الوتر أو نام عنها، وعندما يستيقظ في وقت بعد الفجر، عليه أن يُؤدي صلاة الفجر أولاً، ثم ينظر إلى الشمس حتى ترتفع بقدر رمح قبل قضائها. يمكنه أداء الوتر بشكل شفع، حيث يمكن قضاؤها خلال أوقات عدة، مثل وقت الضحى، بحيث يُؤديها كما جاء في عدد ركعاتها الأصلية، مثلاً إذا كانت ركعة واحدة ليؤديها ركعتين، وإذا كانت ثلاثاً، فليؤدِّ أربعاً، وهكذا.