كيفية وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كيفية وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء

إن محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، المعروف بأبو القاسم، هو نبي الله ورسوله الذي اختاره الله لإرشاد البشرية من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والتوحيد. يُعتبر خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق.

وُلد محمد بن عبدالله في مكة المكرمة خلال شهر ربيع الأول من عام الفيل، وكان ذلك قبل ثلاث وخمسين عامًا من الهجرة. وُلد ويتيماً حيث توفي والده قبل ولادته، وفقد أمه وهو في سن مبكرة. تولى جده عبد المطلب رعايته حتى وفاته، ومن ثم تكفّل به عمه أبو طالب الذي رباه واهتم به. نشأ محمد في كنف أسرته وعمل في الرعي والتجارة.

عند بلوغه الخامسة والعشرين، تزوج النبي محمد من خديجة بنت خويلد، وأنجب منها بنين باستثناء ابنه إبراهيم. في الفترة التي سبقت بعثته، رفض النبي عبادة الأوثان التي كانت شائعة بين قومه، واشتهر بكرامته ونموذجيته. نزل الوحي عليه وهو في الأربعين من عمره، وبدء بدعوة الناس سراً لمدة ثلاث سنوات قبل أن يعلن دعوته في مكة بشكل علني لمدة عقد من الزمن.

عقب تآمر سادة قريش عليه، هاجر النبي إلى يثرب (المدينة المنورة) في عامه الثالث والخمسين. هناك، أسس مجتمعًا إسلاميًا قويًا واستمر في دعوة الناس للإسلام لمدة عشر سنوات، مما ساهم في بزوغ الحضارة الإسلامية التي انتشرت لاحقًا في العديد من المناطق.

يتميز النبي محمد بأنه كان له صلة قرابة مع جميع فروع قريش. كان والده عبدالله بن عبد المطلب الأصغر والأحب إلى جده، وقد فُدي بمائة من الإبل. أما والدته آمنة بنت وهب، فهي كانت من أفضل النساء في قريش من حيث المكانة والنسب، إذ كانت ابنة سيد بني زهرة.

في أواخر أيامه، علم النبي بدنو أجله بعد نزول الآية الكريمة "إذا جاء نصر الله والفتح"، وحدثت له مضاعفات صحية، إذ عانى من حمى وصداع شديد. يُقال إن سبب مرضه كان دس السم له أثناء زيارته لخيبَر. طلب أن يقضي أيامه الأخيرة في بيت زوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق.

في أحد الأيام، خرج النبي على أصحابه وهو عاصب الرأس، وتحدث إليهم من على المنبر. قال لهم "عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده". وقد فسر أبو بكر الصديق هذا القول بوضوح، وما لبث أن بكى تعبيرًا عن حزنه. وفي تلك اللحظات، قدم النبي وصيته الأخيرة للمسلمين بالاهتمام بالصلاة وحقوق من تحت أيديهم.

بعد ثلاثة عشر يوماً من مرضه، جاء يوم الإثنين حيث خرج ليُشاهد المصلين في المسجد، ما أسعد المسلمين بعودته. ثم عاد إلى عائشة ووضع رأسه في حجرها، وهو يستمر في ترديد "بل الرفيق الأعلى من الجنة". توفي في ذلك اليوم وقت الضحى، في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان قد بلغ من العمر ثلاثاً وستين عاماً.

أعلن أبو بكر الصديق خبر وفاته بحزن، وكشف عن وجه النبي وقبله قائلاً "بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا". ثم خاطب الناس قائلاً "من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت".