كيفية وفاة صخر بن عمرو

صخر بن عمرو شجاعة وإخاء
صخر بن عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد عدنان، يمثل إحدى الشخصيات البارزة في تاريخ العرب.
كان صخر فارساً شجاعاً، من ضمن فرسان قبيلة "بني الشريد"، حيث اشتهر بقوته وجرأته في مواجهة الأعداء. شارك في العديد من الغزوات، وكان يُعرف بصموده في المعارك، فلم يكن يخشى الاشتباك مع العدو. وكان من خصائصه التزامه بالدفاع عن قبيلته وأهله، حيث لم يتردد في الثأر لمصاب القبيلة أو أحد أفرادها. وكان لديه شقيق يدعى معاوية، الذي كان يحظى بمكانة خاصة في قلبه.
تجدر الإشارة إلى أن الأحداث الدرامية كانت حاضرة في حياة صخر، حيث قُتل شقيقه معاوية في إحدى المعارك ضد قبيلة "بني مرة" على يد الجندي الشجاع هشام. شعر صخر بحزن عميق بعد مقتل أخيه وأقسم على أخذ الثأر، مما دفعه في العام التالي لمهاجمة قبيلة "بني مرة" وقتل دريد، شقيق هشام، لينتقم لأخيه.
الوفاء والإخلاص
صخر له صلة خاصة بالأخت الشهيرة الخنساء، رغم أن آخرين كان لديهم روابط دم أكثر مباشرة. كانت الخنساء تعتبر صخر أقرب إخوتها، فقد اتصف بالصبر والحب العميق لأفراد أسرته وقبيلته، وكان دائماً يأخذ بيدها حين تحتاج للمساعدة.
في إحدى الغزوات ضد قبيلة "بني أسد"، كان صخر على رأس فرسان قبيلته يُقاتل بشجاعة. إلا أن المعركة لم تكن سهلة حيث أُصيب بجروح خطيرة أدت إلى مرضه لفترة طويلة. وبالرغم من حالة صخر، كانت زوجته تُخبِر أبناء القبيلة بأنه "لا هو حي فيرجى ولا هو ميت فينعى"، حتى توفي صخر في النهاية.
بعد وفاته، عانت قبيلته وأسرته من حزن شديد، خاصة الخنساء التي تغلب عليها البكاء والأسى لفقدان أخيها، لكنها بقيت وفية له في البر والإخلاص، وقدمت له رثاءً مؤثراً يتغلغل في عمق المشاعر. يُعتبر شعر الخنساء في رثاء صخر من أبرز ما كتبت، حيث جاءت من الكلمات التالية
أعيني جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا
تظل قصائد الخنساء، التي كتبتها لاحقاً، شاهدة على صدق وعمق مشاعر الحب والأخوة التي جمعتها بأخيها صخر.