لماذا يُطلق على البحر الأحمر هذا الاسم

البحر الأحمر مركز تلاقي القارات وطبيعة فريدة
يُعرف البحر الأحمر أيضًا باسم بحر الحبشة أو بحر القلزم، ويعتبر مع الخليج العربي المدخل الحيوي لمياه المحيط الهندي. يقع البحر بين قارتين، إفريقيا وآسيا، ويشكل جزءًا من الوادي المتصدع الكبير. تحده من الجنوب مضيق باب المندب وخليج عدن، بينما من الشمال يقع على حدود خليجي العقبة والسويس، بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء. وقد أشار الصندوق العالمي للحياة البرية إلى أن البحر الأحمر يعد واحدًا من المحميات البيئية الهامة التي تشمل أكثر من مئتي محمية.
تبلغ مساحة البحر الأحمر حوالي 438,000 كيلومتر مربع، مع طول يمتد لأكثر من 2,250 كيلومتر. وتعتبر أوسع نقطة فيه ما يقرب من 355 كيلومتر، بينما تصل أعمق نقطة إلى 2,211 متر. يُعرف البحر بغناه بالحياة البحرية، حيث يضم أكثر من ألف نوع من اللافقاريات وحوالي 200 نوع من الشعاب المرجانية.
سبب التسمية
تختلف الآراء حول سبب تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم؛ حيث تشير بعض النظريات إلى أنه كان يُعتبر منطقة خطر وفقًا للخرائط البرتغالية، وذلك بسبب تغير لون المياه الموسمية إلى الأحمر. وتقول رواية أخرى إن الاسم مستمد من إحدى القبائل اليمنية تُسمى قبيلة حمير. ومع ذلك، يشير العديد من العلماء الحديثين إلى أن الاسم يعود إلى المؤشر الجغرافي الناحي الذي يعبر عن الاتجاه الجنوبي على البوصلة، على غرار البحر الأسود الذي يحمل الاسم نسبة للون الذي يرمز للاتجاه الشمالي. جاءت هذه التسمية وفقًا للاستخدام التاريخي لاتجاهات البحر.
بيئة فريدة ومناخ خاص
يمتد البحر الأحمر بين أراضٍ صحراوية وشبه صحراوية، مما يجعله بيئة مناسبة لتطوير الشعاب المرجانية. تعود أسباب ذلك إلى العمق الكبير للبحر وكفاءة توزيع مياهه، فضلاً عن انخفاض ملوحة المياه نتيجة لتبادل مياهه مع مياه المحيط الهندي والبحر العربي عبر خليج عدن. كما يساهم ذلك في تحفيز ظاهرة تبخر المياه من الجهة الشمالية وارتفاع درجة حرارتها في الجزء الجنوبي.
يمتاز البحر الأحمر بمناخ خاص يتسم بوجود رياح موسمية من الشمال الشرقي والجنوب الغربي، نتيجة الاختلاف الملحوظ في درجات الحرارة بين سطح البحر والأرض. غالبًا ما تكون درجة الحرارة قرب السطح مرتفعة، كما تُعتبر هذه المنطقة من بين البحار الأكثر ملوحة وسخونة في العالم.