ما الفرق بين الجن والشياطين

خلق الله سبحانه وتعالى العديد من المخلوقات وجعلها أمماً متباينة، إذ تعيش كل أمة مع من يشابهها، وقد ألقى على عاتق هذه المخلوقات مسؤولية تعمير الأرض وعبادته وحده لا شريك له. كما جاء في كتابه العزيز “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”. من بين تلك المخلوقات التي أوجدها الله، نجد الجن والشياطين. في هذا المقال، سنستعرض الفروقات بين هذين النوعين من المخلوقات من حيث الصفات والخصائص.
الجن هو مصطلح يُطلق على الكائنات الخفية التي لا يمكن رؤيتها بعين الإنسان، ومع ذلك، فهي موجودة. وقد ذُكرت هذه المخلوقات في القرآن الكريم، حيث توجد سورة كاملة باسم “سورة الجن”. أرسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى كل من الإنس والجن ليحثهم على عبادة الله وحده. كما أن هناك من الناس من يؤمن بهذه الرسالة، بالمثل نجد أن بعض الجن قد آمنوا ورضوا بها، بينما آخرون قد كفروا. وقد جاء في القرآن على لسان الجن “وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون، فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا”.
أما بالنسبة لكلمة “شيطان”، فهي مُشتقة من العدول عن الصواب، وبالتالي فإن هذا اللفظ يُطلق على كل مَن كفر سواء كان من الجن أو الإنس أو حتى الحيوانات. يقول الله تعالى “وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا”. ومن المهم الإشارة إلى أن لفظَي “جن” و”شيطان” في الأصل ينتميان إلى نوع واحد، ولكن يُفصل بينهما بناءً على الإيمان والكفر؛ فالذي يؤمن يُطلق عليه “جان”، بينما الذي يكفر يُسمى “شيطان”. ولله تعالى أعلم.
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من العبادات والوسائل لحماية أنفسنا من أذى الشيطان. ومن هذه الطرق
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وذلك بقول المسلم “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، كما ورد في قوله تعالى “فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم”.
- قراءة سورة البقرة في المنزل بشكل منتظم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تجعلوا بيوتكم قبورا وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان”.
- قراءة المعوذتين، بسورة الفلق وسورة الناس ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات قبل النوم.
- قراءة آية الكرسي، التي تُعتبر تحصيناً وحماية للإنسان.
- قراءة خواتيم سورة البقرة، والتي تضم آخر آيتين فيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم “من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.