ما سبب تسمية البحر الميت

البحر الميت وجهة فريدة وجغرافيا استثنائية
تقع البحيرة المالحة المعروفة باسم البحر الميت ضمن أخدود وادي الأردن، الذي يُعتبر النقطة الأدنى على وجه الأرض، حيث ينخفض منسوب شواطئه إلى 400 متر تحت مستوى سطح البحر. يمتد البحر الميت على طول الحدود بين ضفتي نهر الأردن الغربية والشرقية، وتصل مساحته إلى حوالي 650 كيلومترًا مربعًا، وطوله يتجاوز 70 كيلومترًا بينما عرضه يبلغ 17 كيلومترًا. ومع الأسف، شهد البحر الميت في العقود الأربعة الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا، حيث تراجع منسوب مياهه بأكثر من 35%.
أسباب هذا التراجع تعود إلى عدة عوامل، أبرزها الاعتماد المكثف على مصادر المياه المتاحة، مثل نهر الأردن، إضافةً إلى زيادة ضخ المياه من الحوض الجنوبي، مما أدى إلى جفافه. وقد لوحظ الفارق الكبير في منسوب المياه بين حوضي البحر الميت الشمالي والجنوبي. وفي هذا السياق، تم إنشاء برك لتحسين عملية تبخير المياه واستخراج البوتاس وبعض المواد الكيميائية مثل المغنيسيوم، والمنغنيز، والبرومين، وذلك بالتعاون بين شركتي مصانع البوتاس الإسرائيلية والبوتاس العربية في الأردن. هذه الأنشطة تتطلب استنزاف كميات كبيرة من المياه، مما أثر سلبًا على منسوب شواطئ البحر الميت بشكل ملموس.
تاريخ واسم البحر الميت
استمد البحر الميت اسمه من مستوى الملوحة المرتفع في مياهه، حيث يُعتبر الأشد ملوحة، فقد تم تسميته سابقًا ببحر الملح، وفي العصور القديمة أُطلق عليه اسم بحر الموت. تُشير جميع هذه المسميات إلى نفس الظاهرة، وهي تركيز الأملاح العالي الذي يقدر بحوالي 34%، وهي نسبة تعادل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأملاح قد تراكمت نتيجة كون البحر الميت وجهةً نهائية لمياه الأنهار.
الموقع الجغرافي للبحر الميت
جغرافياً، يقع البحر الميت بين دوائر عرض 31.03 و41.43 شمالًا، وخطوط طول 35.21 و35.35 شرقًا. يبعد البحر الميت عن العاصمة عمان حوالي 38 كيلومترًا تجاه الجنوب الغربي. بينما كانت مساحته تتجاوز 1000 كيلومتر مربع، شهدت هذه المساحة تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة لتصل إلى 650 كيلومترًا مربعًا. يتميز البحر الميت بحدود مع جبال محافظتي مأدبا والكرك من الشرق، ومع الضفة الغربية وجبال الخليل من الغرب، بينما يحده من الشمال منخفض البحر الميت ومصب نهر الأردن، ومن الجنوب يفصله جرف خنزيرة.
المناخ المحيط بالبحر الميت
يتميز المناخ المحيط بالبحر الميت بالجفاف النسبي، إذ تسطع الشمس طوال العام ويهب عليه هواء جاف. تصل كمية الأمطار المتساقطة إلى حوالي 50 مليمترا، وهي نسبة منخفضة للغاية. تتراوح درجات الحرارة في هذه المنطقة بين 32 و39 درجة مئوية، بينما تقدر نسبة الرطوبة بحوالي 35%، مما يعتبر مستوى منخفضًا أيضًا.
جوانب ثقافية ودينية
- يرتبط البحر الميت بقصة قوم نبي الله لوط عليه السلام بشكل وثيق.
- ذُكر البحر الميت في الكتاب السماوي الإنجيل تحت مسميات متعددة مثل بحر العربة والبحر الشرقي وبحر الملح.
- ورد ذكر البحر الميت في قصة قوم لوط في سفر التكوين من الكتاب المقدس.
إن البحر الميت، بتاريخه الفريد وجغرافيته الاستثنائية، يقف كشاهد على التغيرات البيئية والثقافية التي شهدتها المنطقة على مر العصور.