ما هو عدد دول العالم النامي

ما هو عدد دول العالم النامي

التطور الاقتصادي والتقدم التكنولوجي في الدول

تختلف الدول في جميع أنحاء العالم من حيث مستوى التطور، التقدم التكنولوجي، والنمو الاقتصادي والسكاني. عقب الحرب العالمية الثانية، ظهرت مصطلحات جديدة لتصنيف دول العالم. تم تصنيف الدول إلى عالم أول، والذي كان يتألف من الدول الرأسمالية وأصبح لاحقًا يشمل الدول الغنية التي حققت قوة اقتصادية وعسكرية ملحوظة. وهناك أيضًا عالم ثانٍ، والذي كان يتمثل في الدول الاشتراكية، مثل الاتحاد السوفييتي، قبل أن يشمل لاحقًا الدول ذات القوة والثراء المتوسط.

من المهم الإشارة إلى أن تصنيفات العالم الأول والثاني لا تقتصر على منطقة جغرافية معينة، بل تشمل دولًا من مختلف القارات التي تتشارك خصائص معينة. وفي الآونة الأخيرة، ظهر مصطلح "دول العالم الثالث"، مما يثير التساؤلات حول ماهية هذا المصطلح وما هي الدول التي يمكن تصنيفها ضمن هذه الفئة.

تعريف العالم الثالث

يعتبر العالم الفرنسي ألفريد سوفي أول من استخدم مصطلح "العالم الثالث" في عام 1952، للإشارة إلى الدول التي تُهمل بسبب الفقر والجهل وتراجعها الاقتصادي. مع مرور الوقت، تطورت دلالات هذا المصطلح ليصف الدول التي تعاني من الفقر والأزمات، وهي الدول النامية. تتسم دول العالم الثالث بعدد من الخصائص، ومنها

أبرز خصائص دول العالم الثالث

الفقر يمثل الصفة الأكثر شيوعًا بين دول العالم الثالث، حيث تعاني هذه الدول من ضعف في الاقتصاد نتيجة عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي، الاعتماد على تصدير المواد الأولية، وارتفاع مستويات العجز والمديونية الخارجية. ولذلك، فإن قلة الاستثمارات الصناعية والتبعية الاقتصادية تؤثر سلبًا على مستوى دخل الأفراد وظروف حياتهم. كما تتركز ثروات وموارد هذه البلدان في يد أقلية من الأثرياء، مما يؤدي إلى انتشار الفقر بين شريحة واسعة من المواطنين.

إضافة إلى ذلك، تشهد هذه الدول ارتفاعًا كبيرًا في النمو السكاني بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة، بينما تعاني الدول المتقدمة من انخفاض هذه المعدلات. يؤدي تدني المستوى المعيشي ونقص الرعاية الصحية إلى انتشار الأمراض بمعدلات مرتفعة، مما قد يساهم في ارتفاع معدلات الوفيات.

التحديات التي تواجه دول العالم الثالث

تواجه دول العالم الثالث عدة تحديات، أهمها

  • الجهل تعاني نسبة كبيرة من السكان من الجهل وارتفاع معدلات الأمية، مما يؤدي إلى هجرة المكثفة من المناطق الريفية إلى المدن بحثًا عن فرص أفضل.
  • عدم الاستقرار السياسي تتسم حكومات هذه الدول بعدم الاستقرار وكثرة النزاعات، مما يؤدي إلى حالة من التوتر والأزمات السياسية.

انتشار دول العالم الثالث

تضم معظم القارات دولًا تصنف ضمن العالم الثالث، ولا يمكن حصرها في منطقة جغرافية معينة. ومن بين هذه الدول نجد

  • الدول الآسيوية، باستثناء الصين واليابان وأستراليا ونيوزيلندا.
  • دول أمريكا اللاتينية (الوسطى) مثل بليز، بانما، غواتيمالا، نيكاراغوا، هندوراس، السلفادور، وكوستاريكا.
  • الدول الإفريقية، عدا جنوب إفريقيا، وروديسيا، وناميبيا.
  • أما في أوروبا، فتعتبر قبرص ومالطا من الدول التي تنتمي إلى العالم الثالث.

في السابق، كانت دول الشرق الأوسط تُدرج ضمن هذه الفئة، لكن مع ثورة النفط والتقدم الصناعي والاقتصادي، تم استثناؤها. لذا، فإن تصنيف الدول ضمن مصطلح "العالم الثالث" ليس ثابتًا، بل يتغير مع تطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يعكس استمرارها في التحول من الفقر والتخلف إلى الازدهار والتنمية.