مدينة رشيد العريقة

مدينة رشيد الجوهرة المصرية الساحلية
تعد مدينة رشيد واحدة من المدن المصرية الواقعة في أقصى شمال البلاد، وتلقب بـ "بلد المليون نخلة". إداريًا، تنتمي إلى محافظة البحيرة وتعتبر العاصمة الرسمية لمركز رشيد. تقدر مساحتها بحوالي 2500 كيلومتر مربع، ويصل تعداد سكانها إلى حوالي 72 ألف نسمة. سميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى موقعها على رأس أحد فروع نهر النيل المعروف باسم رشيد. تُعتبر رشيد ثاني أهم مدينة في مصر بعد العاصمة القاهرة من حيث الحفاظ على التراث، سواء كان دينيًا أم أثريًا أو حربيًا، إضافة إلى المنشآت الاجتماعية المتعددة. تقع المدينة على بعد 263 كيلومترًا شمال العاصمة.
تاريخ المدينة وأهميتها الاقتصادية
شهدت المدينة على مر العصور تأثيرًا كبيرًا نتيجة توغل مصب النيل في البحر الأبيض، حيث أدى ذلك إلى تراكم طبقات طمية رسوبية على ضفاف النهر. وقد أسفر هذا التراكم عن تحسين مداخل المصبات، الأمر الذي جعل بعض الأماكن على الشواطئ قديمًا أفضل مما هي عليه اليوم. استمرت عملية تجمع الطمى في بحر رشيد، الذي امتد لمسافات طويلة خلال القرن التاسع عشر والعشرين. نظرًا لذلك، فقد استدعى الوضع الفني القائم على الهندسة المنشآت الأخرى، بما في ذلك بناء القناطر وسد أسوان للتحكم في مياه النيل.
ذِكر رشيد في التاريخ
تُعتبر رشيد واحدة من المدن التاريخية ذات البصمة الحضارية. قد تم ذكرها في جغرافية أسترابون وكتاب أميلينو حيث أشار إليها باسم "رخيت". بعض المؤرخين يؤكدون أن الاسم الحالي للمدينة مستمد من الاسم القبطي. بينما يُعرفها البعض الآخر لاتينيًا باسم "روزيتا"، والذي يعني "الوردة الصغيرة الجميلة". وقد أشار ابن حوقل إلى موقعها القريب من البحر المالح وسماها بالأشتوم، وهو المصب الحالي. بالإضافة إلى ذلك، وصفها نزهة المشتاق بالمدينة الحضرية المليئة بالأسواق والتجار، مع مزروعات متنوعة تشمل الحنطة والشعير والنخيل والفواكه.
المناخ والبيئة
تتمتع رشيد بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ما يمنحها مجموعة من الخصائص الخاصة. ويعتبر قربها من ساحل البحر المتوسط ميزة إضافية، جنبًا إلى جنب مع التكوينات الرملية المتواجدة فيها. ينتج عن هذا التنوع البيئي نسيمين؛ أحدهما قادم من البحر والآخر من اليابسة، مما يؤدي إلى تفاوت درجات الحرارة خلال اليوم الواحد.
تتراوح درجة الحرارة السنوية في المدينة حوالي 7 درجات مئوية، ويتسم مناخها بطاقة رياح شمالية وشمالية شرقية وشمالية غربية، فيما تكون الرياح الجنوبية نادرة وطفيفة. ترتفع معدلات الرطوبة خلال شهر يوليو، بينما تنخفض بشكل ملحوظ في شهري مارس وسبتمبر، مع هطول الأمطار على المدينة في فصل الشتاء بكميات جيدة، تمامًا كما هو الحال في باقي المحافظات المصرية.