مدينة ميتيليني في اليونان

نبذة عن مدينة ميتيليني

تُعتبر مدينة ميتيليني واحدة من أبرز المدن اليونانية الواقعة في الجزء الشرقي من البلاد، حيث تشغل مركز محافظة ليسبوس وتُعد العاصمة لمنطقة شمال إيجه. تقع المدينة على الساحل الشرقي لجزيرة ليسبوس، بالقرب من السواحل التركية، حيث تبعد عنها حوالي سبعة عشر كيلومترًا. تتواجد ميثيمنا إلى الشمال الغربي من ميتيليني، بينما تقع فاتيرا إلى الجنوب الغربي، وسينغري إلى الغرب.

الميزات الجغرافية والسكانية

يحيط بمدينة ميتيليني العديد من التلال من الاتجاهين الشمالي والغربي، مما يضفي عليها جمالًا طبيًا مميزًا. تُعتبر ميتيليني المدينة الأكبر في جزيرتها، حيث يقدر عدد سكانها بنحو أربعين ألف نسمة. وتتميز المدينة بارتباطات بحرية قوية مع العديد من المناطق المحيطة بها، بما في ذلك جزيرتي خيوس وليمنوس، بالإضافة إلى الموانئ الرئيسية في اليونان مثل بيريوس وسالونيك. كما ترتبط بموانئ تركية هامة عبر ميناءها المتطور، وتحتوي أيضًا على مطار يقع في الجهة الجنوبية يربطها بالمدن الأخرى. تحتضن المدينة جامعة مرموقة وناديًا رياضيًا، وقد أنجبت ميتيليني الأديب أوديسياس إليتيس الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1979.

تاريخ المدينة

تتمتع ميتيليني بتاريخ طويل يعود إلى عصور قديمة، حيث استوطنها البشر منذ قرون بعيدة. يُعتقد أن الأمم الهيلينية وصلت إلى هذه المنطقة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد تقريبًا. وتشير بعض الأساطير إلى أن مؤسس المدينة هو الملك ماكار الميكيني الذي أطلق عليها اسم ابنته ميتليني.

في عام 800 قبل الميلاد تقريبًا، شهدت المدينة وصول مجموعة من الأيوليين الذين نجحوا في التعايش مع السكان الأصليين. في تلك الفترة، كانت ميتيليني واحدة من بين خمس مستوطنات مسكونة في الجزيرة.

تغيرت السيطرة على المدينة عبر العصور، حيث خضعت للحكم الفارسي ثم تحالفت مع الإسكندر الأكبر قبل مرور نحو قرن ونصف قبل الميلاد. وما إن وقعت تحت السيطرة الرومانية حتى تعرضت للتدمير بسبب تحالف سكان الجزيرة مع أعداء الرومان، وذلك حوالي تسعين عامًا قبل الميلاد.

في العصر المسيحي، شهدت المدينة فترة من الازدهار وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية الواسعة. ومع ذلك، فقد تعرضت ميتيليني لهجمات متكررة من شعوب أخرى. خلال القرن العشرين، مرت بتطورات عديدة، إلى أن أصبحت جزءًا من الدولة اليونانية بعد أن تمكنت القوات اليونانية من السيطرة عليها في عام 1912.