مشروع السد الأخضر

مشروع السد الأخضر

ويعد مشروع السد الأخضر من أكبر المشاريع في عهد بومدين رئيس الجزائر في السبعينيات، ويهدف إلى إنشاء شريط نباتي يمنع غزو الصحراء شمالا.

وهو مكون من الأشجار ويتضمن المخطط تمديد الشريط من الجانب الشرقي إلى الطرف الغربي. تم إطلاق العلم عام 1971م، لكنه توقف بسبب وفاة الرئيس الذي كان صاحب الهدف والفكرة. بعد تنفيذ الشريط بطول 1700 كيلومتر وبعمق يزيد عن 20 كيلومتراً.

مشروع السد الأخضر

فكر بومدين في بناء السد عام 1967م، بعد أن لاحظ هو ومسؤولو الدولة تسارع ظاهرة التصحر وغزو الرمال باتجاه الشمال

  • وتهدد هذه الظاهرة الأراضي الخضراء الخصبة المستغلة للزراعة والموجودة بكميات قليلة، مما يعني أن البلاد ستفتقر إلى المحاصيل في حال تدميرها.
  • كما تم تدمير جزء منه خلال الحرب، مما يهدد القطاع الزراعي في البلاد.
  • ولذلك كان الهدف الأساسي هو إنشاء سد من الأشجار على مساحة 3 ملايين هكتار، يبدأ من الحدود الشرقية ويصل إلى الحدود الغربية على عمق 20 كم.
  • وسيمر الحزام الطولي بولايات البلاد مثل الجلفة وخنشلة وسعيدة والبيض والنعامة وغيرها.
  • من أجل استعادة التوازن البيئي وحماية النباتات والمحاصيل المتوفرة بالولايات، والقضاء على مشاكل العزلة الاجتماعية والبطالة هناك.
  • وبالفعل بدأ تنفيذ السد عام 1970م بزراعة أول شجرة صنوبر حلبية، وكلف بومدين أفراد الجيش بإكمال السد.
  • قام بتجنيد 21 ألف جندي ليتناوبوا في زراعة الأشجار وتطوع العديد من المدنيين لاستكمال السد.
  • وقد نجح المدنيون والعسكريون في تشجير حوالي 510.000 هكتار.

مشاكل بناء السد الأخضر

وفي بداية التسعينيات، في عهد الرئيس بن جديد، ظهرت مشكلة وعائق أمام المسؤولين الراغبين في دراسة حالة السد

  • وأشار المختصون إلى أن مشروع السد الأخضر لم يتم بناؤه وفق دراسات علمية أو ميدانية، لذلك لم تتم دراسة مدى ملاءمة أنواع الأشجار في مواقع الزراعة.
  • مما تسبب في تدمير الكثير منها بعد فترة، لعدم توافق النوع مع الأرض.
  • لكن بما أن السد تم بناؤه بعد 8 سنوات فقط من التحرير والاستقلال، فإن عدد الخبراء وذوي الخبرة كان قليلاً، وهذا ما تسبب في ظهور المشكلة لاحقاً.
  • تم تنفيذ السد على عدة مراحل، استمرت الأولى عشر سنوات، من عام 1970 إلى عام 1980م، تمت خلالها عمليات الغرس بشكل مكثف ولكن دون دراسة.
  • كما امتدت الفترة الثانية عشرة من عام 1981 إلى عام 1991م، وكان هدفها تصحيح وتعديل الأخطاء التي حدثت في المرحلة الأولية.
  • تم إنشاء قاعدة تقارير تقيس عدد وأنواع النباتات والأشجار المناسبة للزراعة في المواقع.
  • ونظراً لاختفاء أشجار الصنوبر، تقرر تنويع النباتات المزروعة، بما في ذلك النباتات الغريبة والمحلية، بالإضافة إلى مجموعة من النباتات والأشجار الأمريكية.

توقف بناء السد الأخضر

وبعد تشجير 500.000 هكتار من إجمالي 3.000.000 في بداية التسعينيات توقف المشروع

  • تخلت وزارة الدفاع عن استكمال التشجير وأسندت جميع المهام إلى إدارات الغابات.
  • كما تحول الهدف من استكمال شريط الأشجار إلى تنشيط المساحات الخضراء في مناطق السهوب.
  • وعندما سئل عن سبب توقف المشروع ولماذا لم يتم العمل على الفكرتين معا، أجاب مسؤول في مديرية الغابات موضحا أن القدرات المالية غير كافية للمشروعين.
  • لكن في نهاية عام 2019، تم إحياء الفكرة أعدت اللجنة الوطنية خطة عشرية شاملة لضمان التشجير.
  • ويدعم اللجنة فريق من الباحثين ومجموعة من الخبراء، الذين يعملون على تقليل التكلفة وزيادة الكفاءة لإنجاز المشروع بأكمله في فترة قصيرة.

خصائص السد الأخضر وأهميته

ويحد السد من غزو الرمال نحو المنطقة الشمالية الخصبة والتي يصل طولها حاليا إلى 1700 كيلومترا وعمقها 20 كيلومترا

  • وأدى الجزء المكتمل إلى بناء 400 قرية ومنع التصحر من التأثير على المناطق الحضرية.
  • وكان تشييدها أولوية طارئة بعد الاستقلال، وذلك بهدف تجديد وتنشيط الغابات المتضررة خلال الحرب.
  • وساعد في إبطاء انتشار الصحراء الكبرى، حيث ترتفع درجات الحرارة بسبب أنواع الشجيرات والنباتات المزروعة.
  • وتنقسم الأنواع إلى نباتات حرجية منها الفستق، والأشجار البرية والسنديان الأخضر، ونباتات رعوية تتكون من القصب المستخدم في صناعة الورق.
  • وساعد في الحفاظ على آلاف الهكتارات الجاهزة للزراعة والإنبات، وعمل على تجديد التربة وتهيئتها للتخصيب في المحللات والذباب.
  • كما ساعد في توفير الأخشاب في البلاد لاستخدامها في الصناعات، وتوفير العمل وفرص العمل لأعداد كبيرة من السكان.
  • كما أثر على الطقس وقلص من سرعة وحركة الرياح.

نتائج بناء السد الأخضر

وفيما يلي نسلط الضوء على عواقب بناء سد في إحدى الولايات الجزائرية

  • ولاية الجلفة السد الذي بني هناك مهدد بالانقراض، رغم كونه أهم ولاية شملها المشروع منذ البداية، حيث تمت زراعة 30580 هكتارا بها.
  • لكن آلاف الأشجار المزروعة خلال المرحلة الأولى تضررت نتيجة قطع الأشجار الفوضوي أو نقص الري.
  • أما الأشجار المزروعة خلال المرحلة الثانية بالولاية فهي في حالة أفضل بفضل تنفيذ التشجير وفق دراسات متينة واختيار أنواع الأشجار المناسبة.

انظر هنا

ويختتم الالموضوع بتقرير أن نسبة نجاح مشروع السد الأخضر، بحسب الإحصائيات ورأي المختصين، بلغت 60%، حيث تشكل شريط طويل من الأشجار، ربما ليس في كامل المنطقة المستهدفة.

لكن المختصين يأخذون في الاعتبار وجود مناطق من الصخور والرمال لا يمكن تشجيرها، بالإضافة إلى إمكانية تنفيذ الفكرة بعد فترة قصيرة من التحرر من الاستعمار.