مفهوم وتعريف التقنية والعلم معانيهما ودلالاتهما

يتواجد كثير من الخلط بين المفاهيم المتعلقة بالعلم، التقنية، التكنولوجيا، والمعرفة في مختلف أوساط المجتمع. يعتقد العديد من الأفراد حول العالم أن هذه المصطلحات تتمتع بمعاني متشابهة أو مترادفة. إلا أن الواقع يبرز تباينات كبيرة بين هذه المفاهيم، مما يستدعي ضرورة توضيح كل منها على حدة. العلم يشكل مجالاً محدداً، بينما تمثل التقنية مجالاً مختلفاً تماماً. وعند التقائهما، تتجلى العلاقة التكاملية والتبادلية بينهما. لذلك، فإن الحديث عن هذه المفردات تحت مسمى التشابه ليس دقيقاً، وسنقوم فيما يلي بتسليط الضوء على تعريف كل منها وأبرز الفروقات المميزة لها.
يمثل العلم، بمفهومه الشامل، مجموعة متنوعة من المعارف، الأفكار، المهارات، والمعلومات النظرية التي تم التوصل إليها من خلال الملاحظة، التجربة، والإدراك. إنها عملية مستمرة تبحث عن العلم والمعرفة بشكل منظم أو عفوي، حيث يسعى العقل البشري دوماً إلى تطوير هذه المعارف عبر الزمن. ويغطي العلم مجالات متنوعة تشمل الاقتصاد، الاجتماع، الثقافة، الإنسانية، العلوم الطبيعية والتاريخ، ويعتبر أحد الأركان الأساسية لأي مجتمع متقدم، وبالتالي يساهم بشكل رئيسي في تحسين حياة الأفراد وتحقيق مستوى معيشة كريم للجميع.
تقنية هي الجانب التطبيقي للعلم، فهي تمثل الجهود التي يُبذلها الأفراد لترجمة المعرفة العلمية إلى تطبيقات عملية على أرض الواقع. تشمل التقنية آخر ما توصل إليه العقل البشري من أدوات وأساليب تكنولوجية حديثة تهدف إلى تسهيل الحياة للناس في مجالات متعددة. القصد منها هو اختصار الوقت والجهد، وجعل الحياة أكثر سهولة عبر تقليل المسافات بين الأفراد، مما يحول العالم إلى قرية صغيرة يمكن للإنسان من خلالها الوصول إلى ما يحتاجه بأساليب بسيطة تتطلب أقل جهد بدني وعقلي. ومع ذلك، فإنه يشترط أن يمتلك الفرد قاعدة صلبة من المعارف النظرية قبل استخدام تلك التقنيات لضمان تحقيق أقصى فائدة وتفادي الاستخدام الخاطئ الذي قد ينعكس سلباً على الشخص.
تتميز الفروق بين العلم والتقنية، إذ أن العلم نظري بينما التقنية تطبيقية. يعتمد العلم على الملاحظة، التعلم، الفهم، بينما تتطلب التقنية تدريباً وتأهيلاً خاصاً للتمكن من التعامل معها بكفاءة. ومع ذلك، يتشاركان في كونهما أدوات ضرورية لتحسين مستوى الحياة والمساهمة في بناء مستقبل مشرق.