من هو الشخص المسؤول عن مفتاح الكعبة

تعريف حامل مفتاح الكعبة
حامل مفتاح الكعبة المشرفة يُعرف بأنه أحد السدنة، وهم الخدام المكلفون بخدمة بيت الله الحرام. تقليديًا، يُعطى مفتاح الكعبة لأكبر السدنة سنًّا، وهو المعروف بالسادن الأول.
ما هي السدانة
تشير “السدانة” إلى خدمة الكعبة والإدارة اليومية لشؤونها، بما في ذلك فتح الأبواب وإغلاقها. يُطلق على المسؤولين عنها لقب “الحجبة”، نظرًا لقيامهم بحجب الكعبة عن العامة.
- تعود أصول السدانة إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي كُلِّف بها بمساعدة ابنه إسماعيل عليه السلام، حيث أقاما القواعد للبيت كما ورد في القرآن.
- استمرت السدانة في عائلة إسماعيل لفترة زمنية طويلة، حتى انتقلت إلى قبيلة جرهم.
- ثم استولت عليها قبيلة خزاعة، قبل أن يستردها قصي بن كلاب، الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- من بعدها، استمرت السدانة في قبيلة بني عبد الدار حتى وصلت إلى عثمان بن طلحة.
- وفي الوقت الحالي، تم منح السدانة لشيبة بن عثمان، ولا تزال عائلته تملكها حتى اليوم.
فتح الكعبة في زمن الرسول
في يوم فتح مكة، استرد النبي محمد صلى الله عليه وسلم المفتاح من عثمان بن طلحة، وقام بفتح باب الكعبة بعد تطهيرها من الأصنام.
- عن ابن عباس رضي الله عنه قال رفض الرسول الدخول إلى الكعبة وهي مليئة بالأصنام، وأمر بإخراجها.
- أخبر ابن عمر رضي الله عنه أن النبي دخل الكعبة مع عدد من أصحابه وأغلق الباب لفترة.
- بعد خروجه، أعطى النبي المفتاح لعثمان بن طلحة وأكد أن السدانة ستظل في عائلته ما لم يظلمهم إلا الكافر.
- عادةً ما يتم إبلاغ جميع السدنة قبل فتح الكعبة لتحضيرها وتنظيفها بشكل كامل.
تاريخ قفل ومفتاح الكعبة
لا يُعرف بدقة متى تم بناء باب للكعبة، لذا فإن تاريخ أول قفل ومفتاح للكعبة يظل غامضاً. لكن المعلومات التاريخية توضح كيف تطورت هذه العناصر عبر العصور.
- في العصر العباسي، كانت هناك مفاتيح تُقدم كهدية من الخلفاء وتهدف إلى إظهار الرعاية للكعبة.
- إن اهتمام الحكام بتقديم هذه المفاتيح كان يعكس رغبتهم في إبراز قوتهم السياسية، حيث كانت ترتبط الفكرة بأهمية العناية ببيت الله.
- تلك المفاتيح لم تكن مجرد أدوات للقفل والفتح، بل كانت ترمز إلى الوفاء والاحترام للمقدسات.
دراسة عن أقفال ومفاتيح الكعبة
قام أحد الباحثين بمراجعة مجموعة من المفاتيح والأقفال في متحف طوب قابي، موضحًا ما توصل إليه من معلومات حول تراث الكعبة.
- اكتشف أقدم قفل يعود إلى العصر العباسي الأول، مصنوع من الخشب ويحتوي على كت inscriptions مصنوعة من القصدير.
- في العصور التالية، تمّ تصنيع المفاتيح من الحديد وزُينت بكتابات ذهبية أو فضية.
- السلطان عبد الحميد خان كان آخر من أمر بصناعة القفل والمفتاح في 1887م، واستمر عملهم حتى العصر الحديث.
وصف القفل والمفتاح الحديث
تمت صناعة القفل والمفتاح وفقًا لنموذج القفل القديم. وفقًا للمؤرخ محمد طاهر كردي، وصف القفل والمفتاح كالتالي
- القفل مصنوع من الحديد وله ستة أضلاع، بطول 38 سم، مع زخارف ومكتوب عليها عبارات تتعلق بذكر الله.
- المفتاح بطول حوالي 40 سم وله تصميم فريد يضمن فتح القفل بشكل سلس.
هذه العناصر الرمزية تعكس مدى تقدير المجتمع الإسلامي لأهمية الكعبة المشرفة، ودورها كبيت لله ولكل المسلمين.